هلال بن سيف الشيادي – سلطنة عمان
هــل تـأذنــين لعـــاشـق أن يدخـلا
حــرفـي ورائــي جـاء كـي يـتـذلـلا
محــراب قلـبك مـنـذ نشـأة أحـرفـي
لــم تلــق أحــنى منــه كــي تـتبـتـلا
وضــأت كـل خـطاي قبـل دخـولها
بالحــب، قـلبــي بالـغـــرام تغـــسـلا
أعلـــو كثـــيرا فـي عـلاك وأنحني
كالطيـر حــط علــى الـزهـور مـقبـلا
هـــل تأذنــين لفــــارس بوقـــوفـه
قـــد كــان قَــبْـلُ رضيعَــك المـتـدلـلا
صمتا على حرم الجلال مشاعري
واخــفـض جـنـاح الـذل قـلـبــي أولا
وتكلمـي روحـي، فليس هنا سـوى
روحٍ مــن الجــنـات جــاءت مـرسَلا
عفــوا إذا مــا الشعــر بـاح بما به
مــن لــهفــــة ســــرا إلـيـــك تـسلـلا
هابــيـل حــبـي فيـــك يــا حـواءه
مـــا امتـــد قـــابـــيل لــه كـي يقتــلا
أمــي، فقلبــي كالمـسيــح وحـولـه
أحــضان مــريــم والنخــيل مــظلــلا
وفــؤادهـا مــن أم مــوســى نـابـع
كــفّاه فـــي يــــمّ الحــيــاة تــوســـلا
نهـران من لبـن ووحــدي شــارب
مـــرّا ســخــــاء مــن لَّدُنـكِ تفضــلا
أورقـت في مجــراهـما واشتد بي
عــودي وصــرت هــلالـك المتهلـلا
أمي، ثـلاثة أنجـم مـن ومضـها
شفـتي إلى الجـنــات تحــمل مــشعـلا
أمـاه عـفـوا، إن أطـلـت تحـدُّثي
قســرا يصيــر قصيــر قـولي أطـولا
قسرا تطوف على جمالك أحرفي
لتصيــر حـين تمـرُّ عنـدك أجـملا
أمــاه دعــوتـك الحــنونة منــزلـي
أنـى رحـلت دخـلت هـذا المنـزلا
قدامــك الرحــمن، زاد مــسيرتي
تـبقـى صـداها حـاضرا متــرحـلا
سأعــود يـا أمـي وعَــوديَ أحـمـد
ما دمـتِ لـي بعـد الرحـيل المـوئلا
أقلعـت من عـينيك نحــو مطامحي
وعلــى يـديـك أحـطُّ شـوقـا مُنـزَلا
دوماً عـلى دربي لوجـهـك ومضـة
وسعـادة تـمحـو الأسـى المتـطـفـلا
دومـاً وأنـت محـبتي، ورضـاك لي
أقـوى جـناح طـار بي نحـو العـلا
هــل تأذنـيـن لعـاشــق يـبـقـى هــنا
في قـدسك الحـاني ولا لـن يرحلا؟
