في الاحتفال باليوم العالمي للشعر في (21 آذار / مارس):

الشعر بين التعريف والتصنيف


عدنان العمري – المملكة الأردنية الهاشمية


بعضُ ما حَمل الشعرُ وما حُمل
هو اختلاف رواده على تعريفه إذ تبنّتْ كل طائفة تعريفات ثابتة للشعر وأخذت على عاتقها أن تقيس على هذه التعريفات وترتب كل نصٍ في خانته الملائمة...
من الجدير ذكره أننا نقع كثيرًا بالمغلوطات ونخلط بين النصوص الأدبية وتصنيفها
حتى بات كل نص يكتب ويطرح يصنف شعرًا
فصعبُ تعريف الشعر
ليشمل كل أنواعه
ولبعده عن بقية الأصناف الأدبية..
فأصبحت تختبئ تحت عباءته
الإضاءات والخواطر والومضات والنصوص السردية وحتى النصوص اليومية التي تأتي كخبر وتشرح حالة ما وأحياناً نقرأ القصة القصيرة وقد أخذت طابع الشعر...
وما هو متفق عليه لدى عموم القراء والكتاب على حد سواء
أن تعريفات الشعر أخذت منحنى
شبه متكامل عن ماهيته
 في حال أخذنا ما تبنتهُ جميع الأراء والشروحات والدراسات ...
وما لا يُختلف عليه أن من ذهب لتعريف الشعر بأنه الكلام الموزون المقفى ويتبع بحور وتفعيلات الفراهيدي هو رأي صائب ولكن ما حال قصيدة الشعر الحر التي ظهرت كثورة على القالب الذي يصب فيه الكلام وأخذت تفعيلة واحدة من أول القصيدة حتى أخرها..
القصيدة التي تركت القافية تأتي كما تحب وأينما تحب دون الركض خلفها..
وهذا كان رأي أخر تبناه كتاب الشعر الحر والمتذوقين له...
إذن من التعريفين الواردين سابقًا
ننقاد إلى أن الشعر هو كلام موزون ومقفى بحرف الروي وله معنى وغاية وبالطبع موسيقاه الخاصة..
سواء كان على أحد بحور الشعر أو على تفعيلة واحدة...
نأخذ الآن جانبًا أخر ونافذة أطلت منها قصيدة النثر الحديثة
كما ثارت قصيدة الشعر الحر فعلت قصيدة النثر
وجاءت دون سلطة للبحور الشعرية او التفعيلات
ودون الحاجة لقافية تختتم فيها جملها..
لكن ما يأخذ عليها أن روادها هربًا من القصيدة التي بها أغلال الوزن والقافية أخذوا يطرقونها
دون الدراية بمفاهيم وقواعد قصيدة النثر
فنراهم هربوا من قيود الشعر ذو القوالب إلى تعقيدات قصيدة النثر وشروطها ..
حيث مجانية قصيدة النثر وسهولتها البائنة فيها
 يقابلها غموض وصعوبة في النسج
فحاجتها لرفد قوامها  بالمجازات والصور الفنية المبتكرة والتراكيب الحديثة والغرائبية إذا اقتضى الأمر لها
وكذلك لا تخلو من موسيقاها ...
ولدرجة قربها من النص النثري المعهود خارج اطار الشعر
فإنها تقع في منطقة حساسة جدًا ويصعب التفريق بينها وبين النص الحداثي المفتوح
وعليه من الصعب تصنيفها
لهذا نرى الكثير من كتاب النص المفتوح يلبسونه طابع قصيدة النثر وقلة من يعرف كنه النص والتفريق بين الصنفين ....
ثم ظهر لون هجين يسمى بشعر الهايكو
يعتمد على المواربة والأختباء
يتكون من سطرين أو أكثر ولا يتجاوز الخمسة أسطر ...
كل هذه الأشكال تندرج  تحت الفن الأدبي وكل شكل له ميزاته وجمالياته قد يأتي منفردًا
وقد يمشي شكلان من هذا الفن الأدبي جنبًا لجنب
كما في الملاحم الشعرية والمسارح وحتى في الدراما الشعرية والموشحات والشعر السردي تجد لونين او صنفين وقد اتحدا معًا مشكلان نصًا بابعاد جديدة ...
وأخيرًا نجد أنفسنا أمام معظلة التمييز والتفريق بين الأشكال والفنون الأدبية
فنذهب للقول الذي يأخذ على كاهله أن الشعر هو جملة القلب وما فاض منها من شعور وجمل حسية لتطرح في سياق نصٍ
تختلف عليه الأراء والتصنيفات
ويحُمل أكثر من مبتغاه....

 

تعليق عبر الفيس بوك