في الاحتفال باليوم العالمي للشعر في 21 آذار (مارس):

في منأى عن الموت


خديجة كربوب – المغرب


(1)
(أشتهي أن أكون شجرة)
مثل هذه الشجرة التي تطل على نافذتي
أشتهي أن أكون أنا
لا لشىء سوى لأطل على الغرفة التي تجاورني
لم أعد أسمع وقع الحذاء
ورائحة القهوة لم تعطر الأجواء
وحده الضوء ظل يرفع علامة الحضور
أخاف أن يكون قد انتحر
هنا الكل منشغل بعزلته
ولا أحد يعين المحتضر على قول الشهادة
ماذا يمكن أن يحدث إن نسيها ؟؟
أضحك من الأعماق
تعود رائحة القهوة ووقع الخطوات
من جديد
يظهر أن المشكلة تختبىء في عمقي
أشتهي أن أكون شجرة
وأطل على غرفتي.

(2)
(أحتاج إلى رخصة)
تيبست كورود المقابر
مازال الليل طويلا وأنا استهلكت نفسي
في مسكن الملائكة
أحتاج إلى رخصة لكي أصرخ
ورخصة أخرى لكي أغيب عن نفسي
بنهدين ممتلئتين بالحلم أرضع العالم
لكن لم أستطع أن أفرغ نفسي من نوبات العزلة
أنحني لأقبل قبَّعة حبيبي
الزمن لم يلتفت وراءه لكي يراني
وأنا معلَّقة على المشجب
الريح تمر وتحرِّك روحك التي داخل القبَّعة
لقد نسيت يا صديقي أنك متَّ
افتح الطريق
لطحين الحزن القابع في عيون الملابس
افتح الطريق لجثتي التي شربت كل صمتك
تيبست كورود المقابر
الغياب يتسكع بكل ثقله في غرفتي
لا أستطيع أن أنزع رأسي من المِشجب
لقد اتخذت قبّعتك مكاني
الآن أراك مفتوحا بداخلي
نحن في منأى عن الموت

 

تعليق عبر الفيس بوك