في الاحتفال باليوم العالمي للشعر في 21 آذار (مارس):

بعد انقطاع التيار أخمِّنُ رائحتك


رضا أحمد - مصر

 

إلى جواري ليل نائم
يشاركني سريري،
أمسح عن عينيه كوابيسه
وأبكي دون أن أعرف
ﻛﻴﻒ ﺃﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦ عجينة قلبي الرطبة؛
ﻳﻠﺘﺼﻖ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ،
ﺣﺘﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﺎﻓﺬﺓ
ﻓﻲ غرفتي ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ؟

ﺃﺻﻌﺪُ ﺭﻫﺎﻧﺎﺕٍ ﺧﺎﺳﺮﺓٍ مع النوم،
ﺃﺣﺰﺭ ﺃﻳﻦ ﻣﺨﺎﻟﺒﻪ في كل مرة
وﻗﻄﻌﺎﻥ ﻣﻦ النجوم ﺗﺴﻴﺮ ﺣﻮﻟﻲ،
ﻓﺮﺍﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻤﺖ يندف غبارها ﻓﻮق رأسي؛

عيناه الضبابيتان يجذباني إليه
ينزع قناعي، قميصي، رائحتي
وصحيفة سوابقي
يسخر من ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﻲ ﻭﺧﻮﻓﻲ،
أستنشق الزفير ﺍﻟﺬﻱ يتركه
ويرحل متعجلا مهامه المعتادة في حفظ الأمن.

ﻟﻢ ﺍﻛﺬﺏ ﻋﻠﻴﻚ
ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ﺳﺘﺎﺋﺮ ﺧﻴﺶ ﻣﺜﺒﺘﺔ ﺑﺄﻋﻮﺍﺩ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ
ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﺤﻘﻮﺍ ﺑﺤﺘﻔﻬﻢ ﺣﻮﻟﻪ
ﻟﻢ ﻳﺮﻛﻀﻮﺍ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻟﻴﺤﻈﻮﺍ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺭﺿﺎ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻱ
ﺑﻞ ﻟﻴﺠﻠﺒﻮﺍ ﻟﻚ ﺷﻤﻌﺔ
ﺗﻀﻲﺀ ﻗﻠﺒﻲ
ﻓﺄﺭﺍﻙ.

ﺃﻧﺎ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ،
ﻣﻌﺪﺓ ﺗﺎﻟﻔﺔ،
ﻻ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﻔﺘﺎﺕ ﺗﻔﺎﺣﺔ
ﻷﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﻟﺬﺓ ﺍﻟﻘﻀﻤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ.

ﻓﻲ ﻳﺪﻱ ﺑﻮﺻﻠﺔ تشير إلى الأمس،
ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻲ تتسلل ﺻﺤﺮﺍﺀُ
 كأنها تتحسس عطشها الأول،
ﻭﺗﺨﻴﻢ ﻧﺠﻤﺔ،
ﻳﺒﻴﻊ داخلها ﻏﺮﺍﺏٌ ﺟﺎﺋﻊٌ
بيضًا فاسدًا
ﻟﺤﺸﺪ ﻣﻦ الفراشات.

ﺃﻃﺎﺭﺩُ ﻇﻠﻲ ﺍﻟﺨﺎﺋﻒ في الدولاب،
ﺃﺭﺑﻄﻪ ﺑﻐﺼﻦ ﻟﺒﻼﺏٍ أخضرَ
في ﺭﺟﻞ السرير،
وحين أستيقظ  
أﻓﺘﺢ معه تحقيقًا قاسيًا
ﻋﻦ ﻗﻄﺔ ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ﺗﻤﻮﺀ في ﺃﺣﻼﻣﻲ،
وﺳﺮﺏ ﻋﺼﺎﻓﻴﺮ يختبئ تحت وسادتي
ﻣﻦ ﻛﻤﻴﻦ ﺷﺮﻃﻲ.

ﻟﻢ ﺃﺟﺪ في ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ
ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺃﻣﻲ
وﻻ ﺧﻄﻮﺍﺕ أبي ﺍﻟﺼﺎﺭﻣﺔ
ﻭﻻ ﺿﺤﻜﺎﺕ إخوتي في ﺍﻟﺒﻴﺖ؛
كثيرا ﻣﺎ ﺃﺻﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺷﻘﺘﻨﺎ
ﻋﺒﺮ ﻧﻮﺍﻓﺬ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ.

 

تعليق عبر الفيس بوك