محمد بن عيسى البلوشي
سعدت كثيرًا أن أسمع للمرة الأولى لمعالي الدكتور أحمد بن محمد بن سالم الفطيسي وزير النقل والاتصالات، وهو يتحدث عن نظرته وعلاقته المهنية مع الإعلام، نعم أسمعه للمرة الأولى وأنا خارج منظومة عمله التي سررت أن أكون جزءًا منها قبل أقل من عام، والتي أنعم الله عليَّ وعلى فريق العمل الإعلامي الذي كنت معه بالنجاح والتوفيق فيها. فالعمل الإعلامي مع شخصية تؤمن بالإعلام وبدوره المهم له متعة خاصة لا سيما مع مهام إعلامية مثل التي في وزارة النقل والاتصالات.
من يعرف شخصية معالي الدكتور وزير النقل والاتصالات، أو من يعمل معه، يدرك أنها شخصية ذكية وحاذقة، شخصية صادقة في كلماتها، دقيقة في مواعيد عملها، منظمة في أدوات إنجازاتها، وهذا ما جعل دائرة الرضا في الإنجاز والمتابعة تتسع من قبل الرأي العام والحكومة حول الأعمال التي تقوم بها الجهة.
لأول مرة أسمع من معالي الوزير خلال لقائنا به في لقاء التواصل الحكومي الثالث الذي قاده مركز التواصل الحكومي التابع للأمانة العامة لمجلس الوزراء، كيف بدأت حكايته مع الإعلام منذ توليه مهام مسؤولياته في عام 2011، حيث ساهم في رفع كفاءة الإعلام من قسم يتبع لدائرة العلاقات العامة والإعلام، إلى دائرة إعلام مستقلة بها ثلاثة أقسام حديثة للإعلام الإلكتروني والتنموي والصحافة والنشر وتتبع لشخص الوزير مباشرة، وهذا هو أحد أسباب نجاح مهام الإعلام في هذه المؤسسات بوجود الاهتمام والتوجيهات والمتابعة المباشرة من رئيس الوحدة شخصياً.
أدرك حقاَ ما قاله معالي الدكتور وزير النقل والاتصالات في أن اللقاء الإعلامي ولقاءات المحافظات وفرت منصة تواصل مباشرة سواء مع زملائنا الإعلاميين في اللقاء الأول، أو المشايخ والأعيان والمواطنين في اللقاء الآخر، وغرست تلك اللقاءات مفاهيم الأبواب المفتوحة والشراكة التفاعلية الحقيقية مع خطط وبرامج الوزارة، وأيضًا حث المسؤولين في الوزارة على إنجاز ما يتم الإعلان عنه وبذل الجهد الكبير في تذليل التحديات، إلا أنني أؤكد أن هناك بعدا آخر يكمن من تنفيذ هذه البرامج الإعلامية المهنية ويتمثل في تعزيز مفهوم الشفافية بين الحكومة والمواطن، وأيضًا تسويق جهود المؤسسة والتي قد تكون فرصًا استثمارية، ويتم الإعلان عنها سواء على مستوى السلطنة أو خارجها من خلال مشاريع قطاعات النقل والاتصالات والموانئ، أو إتاحة الفرص الاستثمارية المباشرة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتجار المحليين على مستوى محافظات السلطنة.
ما جعلني أستوعب عمق الطرح الإعلامي لمعالي وزير النقل والاتصالات بتمكين الإعلام ومكننته، بطرح منتجات إعلامية مواكبة لرؤية الوزارة من خلال إيجاد مشاريع إعلامية متنوعة ورصد الموازنات المالية السنوية لها وأيضًا تمكين الإعلام الإلكتروني من لعب دور محوري في ترسيح فكرة الشفافية والتجاوب مع الرسائل الإلكترونية بطريقة مهنية وفاعلة، وإيجاد منصات حديثة للتواصل مع المستعمين والكتاب والأدباء والإعلاميين والمواطنين في مسارات متوزاية تخدم عملية التنمية، وأيضا إيجاد سياسات إعلامية مكتوبة للتعامل مع الأحداث والتطورات والتحديات والأزمات التي قد تظهر من هنا أو هناك، هو شراكتي وقربي من فكر معالي الدكتور خلال العامين الماضيين الذي عملت فيه مديرا لدائرة الإعلام والذي حظيت فيه بفرصة تطوير العمل الإعلامي في هذه المؤسسة بصحبة فريق عمل شاب وطموح ساهم بشكل مهم في إنجاز المهام التي أنطيت بنا.
إنَّ النهج الإعلامي الذي أتبعه معالي الدكتور وزير النقل والاتصالات، أسس به مدرسة إعلامية حديثة يستطيع من خلالها رؤساء الوحدات في الجهات الحكومية أو القطاع الخاص أو من هم الآن يديرون دفة العمل في المصالح الاقتصادية الحكومية الاستفادة منها وتطبيقها، لما لها من دور في تطوير المفاهيم المعرفية الخاصة بالعملية التنموية والاقتصادية، وأيضًا توفر مساحة تسويقية لاقتصاد ومشاريع السلطنة، فالقطاعات التي تشرف عليها وزارة النقل والاتصالات مهمة وهي كذلك في أي وحدة أو شركة تتبع للحكومة ومن المهم أن يتم التسويق لمنتجاتها وجهودها.
سعدت كثيرًا بأن التقي بمثل هذه الشخصيات الملهمة والمثابرة والمخططة والمنجزة والمحفزة والإيجابية، لأننا بحاجة إلى أن نحذو حذوهم مهما كانت قدارتنا وصلاحياتنا، والأسعد أنني أشعر أن إعلامنا العماني يمضي قدمًا بوجود مثل هذه الشخصيات المؤمنة بدورها والداعمة لرسالتها والمحفزة لتطوير أدواتها في كل مرحلة.
كاتب وصحفي
@pr_alwaraq