حسن الخميس- السعودية
أجـــريتَ في جـــدبِ العــروقِ دمــائــي
من فيـضِ نحـركَ يا أبا الشهداءِ
جــــدَّدتَ فـي عـــمري ربيــــع ولائِــــهِ
أتراُه يُـروى من لهيبِ ظمــــاءِ
قــصدتـــــكَ روحُ العــــاشقـــينَ تلــهــفاً
وصبــابةُ العشَّــاقِ ســرُّ وفـائي
رسمــــتكَ آهـــــاتُ الســــنـينَ جــــَلالَها
قــدَّسْـتُهــــا أمــــاً لكـــلِّ إبَــــاءِ
وبقيتَ تشعــلُ في الطفــــوف مــــواقـداً
لِـتُضــيءَ دربًا في سنا العليــاءٍ
نارٌ تـُؤَجَّــــجُ فـي مجـَـامِرِ حُـــــزنـِــــنِا
من يومك الأنقــــى ليوم عزائي
تَستَـــــــأذنُ العبـَّــــادَ فــــــي صلـواتِها
لِـتُـقيمَ فيها منـــــبرَ الخطبــــاءِ
فــــيك ارتحلنــَــــا من تقـــــادم ِحزْنـِنَــا
فاستقــبلتنَا (ســُــورَةُ الإسراءِ)
هذا( البــــــراقُ) يطــوفُ فينَــا معـلنــاً
كيما نقــيمَ محــــــافلَ الإرواءِ
إنـَّا عُـــطاشـى مثـــلَ قــلبـــِكَ سيِّـــدي
فاروِ ظمـــــيَّ قلوبــِنا الجـدباءِ
أَأَبـَـــا الجـــلالِ وللجــــلالِ مواســـــــمٌ
تُـنْـبيكَ عنْها صـــورةُ الرحماءِ
فَـكَـمــَـا تقــَـاذفتِ اللـِّئــــــامُ دِمَـــــاءَكُمْ
ألفــــيْـــتُها للـتَّـــوِّ حـــرَّ دمـاءِ
لازلـتُ أرقـــبُ في الصَّـعــيدِ نماذجــاً
من ذكرياتِ الفيـضِ والإعطاءِ
فرســــائلٌ عبــــرَ السِّهــامِ تـَـــوَزَّعَتْ
نـَـزَف المدَى بتراثـِها المعطاءِ
وكـــــذا السُّيـــوفُ بِـحَـدِّهَـا أُنْشُـــــوَدةٌ
أَنَّ (الحسينَ) مَحَجةُ العظمـــاءٍ
وقريحــــةٌ تبــْــكي لِمــَـوتِ عــــدوهَـا
أرأَيْتَ من يبكي على الأعداءِ؟
فهنا الطفــوف هــــنا السيــوف تطــاولت
وأســـرتها بالنضـرة النجلاءِ
لم تكتـــمل صـــور الجـــمال على الثرى
إلا وجـــسمك أجــمل الأشلاء
فـــــإذا الحـــسيـــن توزعـــت بسمـــــاته
فــوق الصعيــد توزع النعماء
بعـــث الحـــياة بقطـــرة مـــن فيضــــــه
أروت قلـوبا ً في ذرى الهيجاء
فهنـــا الســـناء وأنـــت أولـــى بالدجـــى
أن يستحــــيل ظـــلامه لســناء
وبخنـــصرٍ ينســلُّ مـــنْ أعـــضائِـــــــهِ
حـتى يـُـسَطِّرَ لوحةَ السعــــداءِ
اكتـــب بخــــنصرك المـــدمى آيـــــــــة
تهــب الوجــود معـالم الشرفاء
واكتـــب لنـــا فــوق الأكـــف قـــصيــدة
تتــــلى وأنــت معلـم الشعراء
واكتــب حــبـــاك اللــــه كل بــلاغــــــة
بالدمـــع لا بالكلمـــة العصماء
مازلــت تنْحَـــتُ في الــزَّمَانِ مَعَـــــالماً
منْ أصغرِ الشـُّـــهداء والأبـناءِ
وهنا الطفـــولةِ حـــينَ يُسْــلَبُ فجــرُهَـا
وتحوطــُـها ظلمـاً يــدُ الطلـقاءِ
عنْ أُخــتكَ (الحــــــــوراءِ) إذْ ألفيتُـــها
صـوتاً يُنَـكِّــسُ رايــةَ اللعنـــاءِ
تَسْـــتَلُّ مــنْ ألــــقِ (الأميـرِ) بَدِيعَــهـَـا
ترمـــي بهِ شَرَرَاً على الطلقاءِ
وتزيلُ وجـــهَ الزَّيــفِ عن علــــــيائــهِ
مهلاً فهــــذ بضعـةُ (الـزهـراءِ)
قُلْ للخــــــــــــلودِ إذا أسَرْتَ رِحَــــابَهُ
ومَلــكتَ فيــــــهِ أقــدْسَ الآلاءِ:
أَنَّ الحـــياةَ بِذَبـْحِـكُــمْ قَــــدْ أَسَّــــــسَتْ
مُلْكَـاً مِـنَ الأُمَنَــاءِ للأَحيــــــاءِ
وبـِمُلْـكِهِمْ موتُ الضميرِ على مَدَى الْــ
أزمــانِ يُلْـغـِي قيمـــــــةَ التعـسـاء
