هاجر شوقي – مصر

(1)
في قصة الغد.. نعيش
وفي كل ما لم يأتِ
كقاربٍ يحدوه الأمل
نحو بلدٍ جديد
كوجبةٍ مشتهاة
كالحلم
كالأمان.. الذي يعيش
في صَدَفة السُلحفاة
كظهر مقفع لا يغري أي
طاغية ولا جلاد
كالحب في صورته الأولي
عارياً عن الفكرة وعن الخجل
ما الجمال
إلا غُلاف الألم
وروحه بعضاً من خيال
مجنونة هي الأم حين تحمل
وتضع ثم تنتظر الكمال
كل الكلمات فرية
ما لم تكن متبادلة
في هدوء وانسجام
ملء الفم أكباد للفراغ
تتلوى باحثة عن قصيدة
ترسم لها العينين خطين
في سباق أوله وهم
وأوسطه فجيعة
وآخره عتق من المعنى
الروح تزحف
ولا تستقيم إلا حين الموت
وينبت للرأس جناحين
أحدهما للفوضي والآخر للصمت
في محراب (الوحدة)
تتربع القلوب (جميعا)
وفي صلاةٍ أخيرة
تصعد للسماء
فُرادى

(2)
يمكن أن يكون لك قلب
بالذات حين يبدو العكس
إنها قصة الإنسان
الذي يقاسي قدر ما يعرف
ويعرف قدر ما يحب
ويحب قدر ما يؤمن
ليس الإيمان بالله
سوى الإيمان بالأشياء
هذه الصفات التي جعلها الله
جسرا بين السماء والأرض
الفيض ليس شيئا إضافيا
في الحقيقة إنه الإزاحة
لو كان للإنسان بدر
لانطفأ
ولو صعدنا إلى السماء
ستسقط
الأرض واسعة
ولا تكفي الإنسان
والحب حقيبته التي
يبحث عنها
والروح شيء لا نعرفه
وتأتينا فواتيره
والقلب جثة حيّة
ما عاد للإنسان أشواق
سوى لنفسه
والغربة ابتلعت كل الحقائق
وتركت لنا كونا مبتور الأطراف
الدموع تفقدنا حاسة التذوق
والكلام ضد السمع في كل مرة
والرحمة هي الملجأ الأخير
للمعنى الضائع والتائه والأسير
(3)
بقعة الضوء التي تتماوج أمام عيني
تفتح المجال لأي شئ
لقطة أو سراب أو معسول فكر
بقعة الضوء التي لا تشبه الشمس
تضيع على الأرض
برغم عدم وجود السحب
الدلال الحقيقي أسير الخيال
بعد أن ننكشف لا تبقى لنا روحٌ
عذوبة الماء في أنه لا يُشرب
الخيوط التي تربط الناس
أصبحت حديدية
والكل يجر قلبه على الأرض
ما عاد لي حلم حقيقي
أنا التي انتظرت ثنائية
لا تتحقق
بعثرت جلدي
وعظمي
ودمي
في كل الأرجاء
ولم أجد شيئاً
اللمسة الأولى كانت سراب
والثانية كانت لمواقع النجوم
حيث لا حقيقة لا للنجم ولا للضوء
كبيراً كان قلبي
ولذلك فإن ألمي يعزّ عن الوصف
في كلمة أو رسمة
يمكنني أن أجد نفسي التي
انحشرت بين السماء والأرض
وفي وداع أي حبيب
أعيش لحظة من صفاء
تمتلكني وتشبك أجزائي
لحن الخلود هو لحن الرحيل
فكل ما على الأرض فناء