فاطمة صابر - المغرب

(1)
ومـــا صَمْــتي وإطــراقـــي مـــلامُ
ولا عــتَـــبٌ يُــؤجِّـــجـــه ضـــرامُ
ولكنِّــي رأيــتُ الصَّمـــتَ أجْــــدى
إذا مـــا المـــرءُ أعْيــــاهُ الكـــــلامُ
أرانـــي في الأنـــامِ كمـــا غَــريب
وحــولــي النــاسُ والدُّنــيا زحـــامُ
أقَـلِّــبُ ناظِــري وأقـــولُ: حــتمـــاً
سـيأتـي النـورُ.. يــنقـشِعُ الظـــــلامُ
وكـان الـبــدرُ يُـشــرِقُ لا يُجــــافـي
 فَكَيْــفَ الآنَ غَـــطَّـاهُ الغــمــــــامُ؟؟
وكيــفَ يَغِــيبُ عـنْ أفْياءِ روحـــــي
ويَهْجُــــــــر دوْحَـــتي ذاك اليَــمـــامُ
وقــدْ كــانَ الأنــيسَ بِجَــوفِ لَيْــــــلٍ
يـنـــادِمُــنــي إذا عـــــزَّ المَــــــــنــامُ
هُـنــا كــانَ اللِّـــــقــاءُ وكــانَ عَـزْفي  
لُحــونــاً فــي تَـنــاغُــــــمها انـسجـامُ
وكــانَ لخــافِـــــــقــي نَــغَــمــت نـايٍ
تَــصُــبُّ الشَّـــــوقَ يُــلهِـمُها الغــــرامُ
تُــوَقِّــع عــهْـــــــدَنـــا تـــشـــدو لِـحُبٍّ
تَســامَى حَــيْـــثُ يَسْـكُـــــنُ  لا يُـضامُ
عُـــهــودٌ زاهِــــــراتٌ بالأمـــــــــانــي
وذاك الـقــلـــــب غَـــــــضٌّ مُـستـهـــام ُ

يُرَفْــرفُ فـــي خَـــمائِـــلَ وارِفـــاتٍ
وفـــي أَكْنـــافِــها طـــــــابَ المُــــقام
وذاكَ العــــهْدُ قـــل لــي: هل تولَّى؟؟
وَهَلْ تــــاه الـــودادُ.. ثَـــوَى الوِئـامُ؟؟
(2)
أيُّـهــا الـــوجْــــدُ ألا رفْـــقاً بِــمَــنْ
سَهِـــرَ الليــــلُ وأعْـــيَتْه المُــقــــلْ
حـــائــرٌ مــا بـــيــن يــأسٍ ورَجـــا
يــزرعُ الأحـــلامَ فــي قلــبٍ وَجــلْ
مــا دهــاه الــيـــومَ يبكـــي حــسْرَةً
يـشتكــي لليـــل والـــدمـــعُ انْــهَمـلْ
قدْ تَــوارتْ عــنــهُ أطيــافُ الــمُنـى
فَبَـــراهُ الشَّـــوقُ لكــنْ ما احْـتَمــــلْ
يــا لأَشجــانٍ تُــرابِــطُ فـــي الحَــشا
أشْـعــلت نــارا وعـاثـــت.. لم تــزَلْ
ليــس يُطْــفــيــها سِـــوى أنْســامهُــم
تحــملُ الــبُــشــرى ورَيًّـــا مـن أمـلْ
أيـــنَ منـــهُمْ ذلـــكَ الــــعـــهْدُ الَّــذي
كـــم سقــاهُمْ مِنْ سُلافـــاتِ الغــــزلْ
أيــــنَ منهُـــم أيْكَــةٌ فـــاحـــتْ شــــذًا
كم تراءى البدْرُ مِنْهـــا.. كـــمْ أَطـلْ!
كيْــــفَ لِلأَشْـــواقِ تـــنْـــسى مهْـدَها
ثم عــنْ أمــسٍ وذِكــــرى تَـرتَحِـــلْ؟