عتاب وهجـر وذكريات

صبري عبد البصير عباره – مصر


(1)
عتابٌ بطعم الهَجـــــر
قـالت له: كـنتَ كـاذبـا حـينما قـلـت
أحبك.. وعيونها دامعة
فلـم تلـبِ نــداء فــؤادي الـذى أبحـر
صوبك ورفع الأشرعة
خـذلتنى أمـام رغـبتي فـى أن ألقـاك
وكانت لطمتى موجعة
لا عـذر منـك سأقبله.. وكل كلمـاتك
عن الحب غير شافعة
سأعـود إلـى قـوقعـتي وحـيدة.. وكـل
ريح للحب سأمنعه
نظر إلى السماء فى حـيرة .. من أين
يأتي بعبارات مقنعة
الحب يملأ فـؤاده بصدق ودعـوتها لـه
لم تكن متوقعة
وبيـن كفي الـرحى كـان مشتـتا أيصـل
رحمه أم يقطعه؟
أقسـم لهـا أن حـبها يملـك وتـينـه فلتـدع
الغضب وتنزعه
لا عنى عنها أبدا حتى آخر العمر فحبها
ترياق يتجرعه
فٱثرت الصمـت بلا رحمة لتتركه وبآلام
 الهجر تصفعه
تـاه في دنـيا المعـذبين وافتـرق عـن ذاته
فمن الذى يجمعه.
(2)
ذكــريات المــــرايا
فى كل المـرايـا لا أرى سـوى عـينيك اللامعـة
وضحـكاتك المغمـوسة بضـوء شمـس ساطعـة
صوتك الـرنان تجـاوز حـدود أذناى ومداركى
يخطفنـى من ذاتـي ويقـذفـني بمجــرة واسـعـة
فألقـاك بدون أن ألقـاك وسـط لؤلؤات الكلمات
تنسـاب من بين أناملك الحـروف براقة مبدعة
لتحكى قصـة لقـاء كان كأسطورة بلا تفاصيـل
بلا عـناق وبلا لمسـات ولكن بنظرات مترفعة
قلنا فيـه كل حـكايات العـشق مـنذ بـدء الخـليقة
وما قلـنا كلمـة واحـدة بل اﻷفـئدة كانت سامعـة
 حـديثا كله ضـوضاء مـن عالم الحب المجنون
يشكـو من آﻻم البـعاد وأشـواقـه قاسيـة موجـعة
ثم عـدنا إلى دنـيا الـواقع المطحـون والمـسافات
نحمـل بين ضلوعـنا بقـايا أيـام كانت حـقا رائعة

(3)
الهجـــــر الجــــامــح

خـــيول الهجــــر تجــرنى اغـتصابا
                                       وتفتـــح للجــراح ألــف ألــف بــابـــا
بعنفـــوانــها تـدهــس قلـبــى قــسـرا
                                       وتقــتل الـــود فى حـــنايـاى اغترابا
نفثــت عــيون الشـر نظراتها كرها
                                       أردت عــزيمتـى قـهرا دون احترابا
تركت العابرين على عشقنا يتباكوا
                                       وبعثرت الوفاء حـتى أضحى سـرابـا
ويلنا من الشامتين بحراب السنتهم
                                       ما خـلفوا من خـلفهم يومـا إلا خرابا
مـن ذا الـذى يأخـذ بيد الغـائب حـبا
                                       فيعلم أن فـراقـه ما كان أبـدا صـوابـا
فيتوب عن غيه ويعلو فوق ظنونه
                                      ويجعـل من الحـب طعامـه والشــرابـا
يبطل عمل السحرة ليموتوا بغيظهم
                                       يعـود الحـب وبعـد عجزه فتيا وشبابا

تعليق عبر الفيس بوك