مناقشات مستفيضة حول تقنيات الزراعة المائية وسلامة الغذاء في "ندوة التعاون العلمي لدول الخليج والمملكة المتحدة"

مسقط - الرؤية

بدأت، صباح أمس الإثنين، ندوة التعاون العلمي لدول الخليج والمملكة المتحدة، حول "تقنيات الزراعة والزراعة المائية وسلامة الغذاء"، التي ينظمها مجلس البحث العلمي، وشبكة العلوم والابتكار بالمملكة المتحدة، والمجلس الثقافي البريطاني، وجامعة السلطان قابوس، على مدى يومين؛ وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور أحمد بن ناصر البكري وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للزراعة، وبمشاركة واسعة من العلماء الباحثين والمعاهد البحثية، وشركات ناشئة متخصصة في هذا المجال من دول الخليج، والمملكة المتحدة، فضلاً عن مشاركة جهات حكومية من داخل وخارج السلطنة.

وتهدفُ الندوة لتشجيع تبادل الأفكار والخبرات بين الباحثين في منطقة الخليج والمملكة المتحدة، إلى جانب إيجاد فرص للتعاون مستقبلاً؛ من أجل تطوير أنظمة إنتاج الغذاء المحلي، وبناء القدرات والإمكانيات الخاصة بشبكات إمداد الغذاء التي تتسم بعدم الاستقرار، ومعالجة المشاكل المتزايدة التي تواجه الزراعة المائية والثروة الحيوانية (بما في ذلك مقاومة المضادات الحيوية)؛ وذلك عبر استعراض الأوراق البحثية للعلماء المشاركين في عدد من المواضيع الفرعية لهذه الندوة؛ وهي: مجال تقنيات الزراعة كالبيئات الخاضعة للتحكم، وتقنية البيوت المحمية والأراضي الجافة والزراعة الملحية، والتقنيات الإحيائية وتربية الثروات الحيوانية في بيئات قاحلة وقاسية من حيث التحديات والتطورات. وفي مجال الزراعة المائية، تم التطرق لموضوع الوقاية من الأمراض ومكافحتها والأصناف المبتكرة، وأساليب الإنتاج المبتكرة لتحقيق الحد الأقصى من الإنتاج المستدام. أما في مجال سلامة الغذاء، فتتطرق الندوة إلى طرق الإنتاج الحلال (الرقابة والجودة) وتلف الأغذية، وتخزينها، ونقلها واختبار الأغذية ومعاييرها وأمن التغذية.

وقال الدكتور عبدالباقي بن علي الخابوري مدير المناطق العلمية بمجلس البحث العلمي: إن الندوة تناقش أبرز التخصصات التي تحتاجها السلطنة خلال هذه الفترة من الزراعة المائية والموارد المائية، مضيفا أن المجلس يُعنى ويهتم بمثل هذه المواضيع لإيجاد الحلول العلمية والابتكارات التي تخص هذا المجال. وتابع أن المجلس -ممثلا في مجمع الابتكار مسقط- يعمل حاليا على العناية بتخصصات متعددة؛ منها: الموارد المائية والطاقة وخطط التوجه للاقتصاد القائم على المعرفة التي تنتهجها السلطنة؛ من خلال الاستفادة من الموارد والفرص المتاحة في هذا المجال؛ إذ يعد البحث العلمي والابتكار ركيزة أساسية في هذا المجال والمجالات الأخرى.

وشارك الدكتور فهد محمد الجساس من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالسعودية، بورقة بحثية تناقش استخدام التقنيات الحديثة في رفع جودة التمور عن طريق استخدام تقنية الضغط العالي، والتي أفضت لنتائج جيدة في حفظ التمور وخفض الحمل الميكروبي للتمور، والقضاء على الأعفان التي تسببها للتمور بشكل عام، وقد سعت الدراسة لرفع الجودة، خاصة في لون وجودة التمور؛ مما يُساعد على زيادة فترة صلاحية التمور للعرض في الأسواق.

من جهته، قال بول هيلدر مدير المجلس الثقافي البريطاني بالسلطنة: تعد ندوة التعاون العلمي حدثا مهما يجمع المهتمين من صناعات عديدة، ليشاركوا معرفتهم وأفكارهم التي ستعود بالنفع على عُمان ودول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة. وإنه لمن الفخر لنا في المجلس الثقافي البريطاني أن نشترك في هذا البرنامج، ونشهد تعاون العلماء من المملكة المتحدة وعُمان لإيجاد حلول للتحديات العالمية المشتركة. وقد شهدت الندوة في عامها الثاني اهتماما متجددا من قبل القطاعين العام والخاص على حد سواء.

وقال نيكولاس بوشيه رئيس شبكة العلوم والابتكار في الخليج: إن شبكة العلوم والابتكار في المملكة المتحدة سعيدة بدعم وتنظيم هذا الحدث؛ إذ يتماشى مع استمرارنا بتعزيز العلاقة المتبادلة بين عُمان ومنطقة الخليج والمملكة المتحدة؛ من خلال العمل على الأبحاث العلمية والابتكار. وأؤكد التزام المملكة المتحدة بتوسيع نطاق تعاونها في المنطقة من خلال الأبحاث، ونحن نعمل على دعم عُمان والدول المجاورة بتعزيز مرونتها من خلال التطرّق للتهديدات العالمية طويلة الأمد، والتي تتضمن العديد من التحديات المتعلقة بالأمن الغذائي. كما أننا مسرورون أيضاً بمستوى الاهتمام بهذا الحدث الذي يركز بشكل واضح على الأهمية التي أولتها دول الخليج والمملكة المتحدة لقضايا التكنولوجيا الزراعية والزراعة المائية والأمن الغذائي، والرغبة بالتعاون على المستويين الأكاديمي والحكومي معاً.

ويحظى موضوع الأمن الغذائي باهتمام عالمي، وأهمية خاصة بالنسبة لدول الخليج؛ نظراً للنمو السكاني المتسارع، ومعوقات الإنتاج الغذائي المحلي بفعل الظروف المناخية القاسية، والإمدادات المحدودة للمياه. وتعتمد دول الخليج بصورة كبيرة على واردات الغذاء من أجل تلبية الاحتياجات المحلية، ومن المتوقع ارتفاع هذا الاعتماد، مع ازدياد في حجم الطلب بنسبة 50% خلال العقدين المقبلين؛ الأمر الذي يُعرض دول الخليج للمخاطر بسبب عدم إمكانية الاعتماد على سلاسل الإمداد، فضلاً عن عدم استقرار الأسعار في أسواق الغذاء العالمية.

ومع إدراك هذه المخاطر، عكفت دول الخليج على تحديد مسائل الأمن الغذائي والمواضيع المرتبطة به، بما في ذلك تقنيات الزراعة، والزراعة المائية، إضافة لسلامة الغذاء باعتبارها أولويات وطنية. ويلعب البحث العلمي دوراً حيوياً في تذليل تحديات ضمان الأمن الغذائي؛ وبذلك يأتي تنظيم هذه الندوة لإبراز أحدث التطورات في هذه المجالات.

تعليق عبر الفيس بوك