في الاحتفال باليوم العالمي للشعر في 21 آذار (مارس):

نَصٌّ بمعايـيرَ فلسطينيّةٍ

محـمد حـمودة - فلسطين


هل سيستسلم النّبيذ أو يحطّ شأنه لو شربتُ لسانكِ بدلًا منه؟
..
مَن يخترع مِن ظهر المجاز حيواناتٍ ابتكاريّةٍ ليفضّ بها غشاء البلاغةِ
ليصنع من رحم الفراغ
نصًّا
كامِلًا
لم يُكتب إلّا لينُصّكِ !
..
فأكتُبُ كالعادةِ
بجيناتٍ محمّديّةٍ لتكوني
امرأة كلماتي وسيّدة الـ (DNA) في نصّي المبعوث من رأسي الكسولة قبل أن يقتلني نشاط المسافة المتعارف عليها عند المدخّنين
..
فأنا على خلافٍ تامٍّ
مع من يُضاجعون رؤوسهم كي يُنجبوا فكرةً سيّئة السّمعة
ليحصدوا عددًا كبيرًا من اللّايك والتّطبيل والرّحابةِ بالمجاملةِ، (متباعدون كل التّباعد عن أصالة العمق)
فأنا أكتُبُ ليُقالُ لي أنّي على قيدك
..
وهُم
ما كتبوا حبيباتهم إلّا لينتشلوا منهنّ أقراطهنّ النّبضيّة
فيبكين ويوددن لو أنّي حليف أيسرهنّ فأنبضهنّ
لكنّني أرفضُ أن أكون ظلّهنّ لأنّي المُلتصقُ بكِ يوم القيامة
فأنا أُريدُ مشاهدةَ اللهِ وأنا طاهرٌ بك
تمامًا
كصوت مِصلّيتكِ عندما تُؤذّن في أذنك حيّ على الصّلاة هيّا على النّوافلِ
(فأنا نوافِلكِ)
فإيّك عن التّكاسل في صعود ساعدي وقراءة أظافري ..
..
أنا ما جاريتُ أحدًا في الشّعر، أقولها لكِ أنا ما جاريتُني،
كنتُ بقرارةِ نفسي
أعدّ ما استطعت من معدّل نبضي لأقول لكِ وبكلّ فخرٍ
أنّك التّسعون حبيبةً في الدّقيقةِ
فلو عملتِ جدولًا بخوارزميّةٍ لا تُخطئ الرّبح في المسألة العمريّة
لوجدّتِ على الفور أنّ معدّل الرّبح لأسهم قلبي من أرباح نبضكِ
هي
مئتان وخمسون ألفًا ومئتان واثنتان وسبعون ساعة في الحبّ (دقائق عمري)
وكيف يُعقل أن تُحبّني بعد ولادتك مباشرةً!
هي السّرة كانت تضخّك بي، هو الحبّ كان يُطعمني بك
هو شأنّ الله بالتّوكيل، فكنتُ وكيلك وكنتُ صاحبك أقصد صاحب رسالة.
..
أعتذر عن سرد الحقائق،
فأنا مكلّفٌ أن أكتب لكِ نصّا (يحكي)
نصًّا يتكلّمُ..
..
لوّوّوّوّوّوّوّوّوّوّوّوّوّوّوّوّوّوّ
قرأتُ شَعركِ صاحبّ الجديلتين اللامعتين على مسامع خدّي
بسطرٍ لم يُطرق بابه بعد
إلّا ليُبهِرك
فكيف سيُكافئني الوقتُ إن مشّطتك من دون جِلٍّ مستوردٍ!
وهل سأكون لك الشّامبو الطّبيعيّ الـ(غنيّ) بالحبّ؟
..
لو قُلت لكِ إنّ أصّل الشّامة في خدّك هي عبارة عن اندماج بشرتي الحنطيّة بصبري الممتدُ بك
من غزة إلى يافا في عواملك البيولوجية فكانت شامتُك هي بالأصل شمولي بك
لأشملكِ
فأنا الطّابو لوجهكِ يا وجهي.
..
لو قُلتُ لك إنّ النّصّ يُجبرُ بتلقائيّةٍ عندما تشاهد الصّفحة دفء نظراتك
فكأن يكون أصل الورقِ هي عيونك الجاحظة
وتظلّين تُناضلين في تجريد الخشب من قشرته ليُقال لك
إنّ الشّعر أصوله طاهرة وأنّ الخشب حاول جاهدًا أن يفضح حواس الشّاعر لذا نظراتُ عينيك
هي الأطهر والأبهر للكتابة..
..
لو قلتُ لكِ
إنّ شفاهك عنب القلم في نفسيّتي المصحوبة بك ، لأكتبك
هل سيستسلم النّبيذ أو يحطّ شأنه لو شربتُ لسانكِ بدلًا منه؟
..
لو قلتُ لكِ إنّ الختم الذي صافح كبريائي كان حميدًا بصفاتِ خصركِ وأكثر
فكتبت على الكامل
(خصــر البهاء على يديّ مسالمٍ)
(من فكرةٍ صعدت لساني تُشْقِني)
أنا ما قلتُ إنُ خصركِ كاملٌ،
لكنّني كمّلت الكمالِ بكمالهِ ودلاله وجماله ونباله.
..
ماذا لو زرعت على الرمال نعل مجيئك وقلتُ للحصان تابع أثرها
قد أظلم الحصان في بخترته،
لكنّي أشهد أنّي ما ظلمت يوما ظلال التّفّاح ولا بترت أعناق اللوز ولا شبحت سونتيان العنب في مشيتك
إلا لتشيئي بي
وتكوني ليَ الطّريق من غزّة إلى يافا من دون أي حصار.
..
لكتابة نصّ من ذهبٍ عزيزي الشّاعر
عليك أن تحبّ فلسطينيةٍ مثل فلسطينيّتي
قد يُهلكك النّص من فرط جمالها، خذ حذرك وتابع
وقد تخذلك الحروف من فرطِ هيبتها، خذ حذرك وتابع
..
فإذا أردت خلق نصٍ كاملٍ
لا بدّ أن يكون هذا النّصّ
بمعاييرَ فلسطينيّةٍ
لينجو حرفك من فخ التّشابه ومن فخّ الشّواعير سبعاويّ الولادة.

تعليق عبر الفيس بوك