في الاحتفال باليوم العالمي للشعر في 21 آذار (مارس):

ترقصُ القصيدةُ في رأسكَ

ريم اللواتي – سلطنة عمان


ضيقة شوارع الجمل
كئيبة أصوات الكلمات
إنها أغنية واحدة لم تطلها يد الشاعر بعد!
***
ها أنت
تقع فريسة للكلمات
ضعيفا يسندك حائط المجاز
مرهقا يمسح الكتاب على رأسك
وتشفق الصفحات عليك
لا أنت تدرك تمام الكتابة
ولا أنت تدرك اكتمال القراءة
تتبعثر مثل تأتأة حائرة
في فم الليل!
***
تريد أن تكتب
أن تقول كلاما كثيرا
كلاما يفوق الكلام
لكنها سقطت من السطر
بين يدي الممحاة
***

تريد أن تكتب عن الهشاشة!
الوردة التي سقطت من جيب معطف
ودهسها عابر لا ينظر إلى الأسفل
الدمعة، التي وأدتها محرمة ناعمة
ومعطرة
الضحكة وهي تبحث عن شفاه مناسبة!
لكنها تسقط في شرك وجه غاضب
أنت حين تصدق أنها تجيد الكتابة
بينما تلتصق بالكتب التي يسرقها الوقت
ولا تجيد غير البكاء!
***

ترقص القصيدة في رأسك
تدور
بياضها صوفي منسجم
في الرقص
على الخيط الذي بين الأرض والسماء!
***

تريد أن تكتب عن الخيبة
تتذكر أنها هي الأخرى خذلتك.
تريد أن تكتب دون صوت، دون اعترافات موجعة
و دون أن تُفهم و دون أن تضع على الحائط آثار سخريتك المرة.
تجلس على طاولة باهتة في مقهى مدينتك العادية
تشعر أنك خارج سياج المكان
خارج مراجيح الحدود و الأزمنة
منطلقا مثل قذيفة تعبر القلب
وتستقر
ترفض الخروج وترفض الاعتراف بدفء الموت الناضج داخل دوائر الروح...
تتهالك على مقعد يشتهي الحسناوات
ورفقته أوراق الخريف الذابلة
لم تعد بحاجة إلى سرد المزيد من الخسائر
أنت تمسك بالخيبة طوال الرحلة!

 

 

 

 


إلى ماذا يحتاج الشاعر بعد تبغ الكتابة
و زفير الحقيقة
الكائن الهش الذي يتناثر على يد امرأة تدخن!

 

 

 

جرب
أن لا تتسع لك القصيدة
جرب أن تتفتت في ذهابك ولا تعود
فكر في كمية الرمل الخارج منك
في البيوت التي ستُشيد بك
و استرح في قلب شجرة
تغوص في الأرض
وتخرج دودة

 

 

لا بد أن تكون وحيدا
حتى تترك باب بيتك مفتوحا
للقصائد و الكلام
تقدم العناوين على صواني القهوة
و تشرب سكر الخيال
تخيل
تخيل
كم أنت وحيد و بائس
أسمع صوتك
يلقي نصا و يصفق في آن
و يضحك إذ لا جمهور
و لا بيت!

تعليق عبر الفيس بوك