نجاح تثبيت أجهزة تعقب في 13 طيراً من طيور الرخمة المصرية

...
...
...

مسقط - الرؤية

 تمَ رصد 13 طيراً من طيور الرخمة المصرية في منطقة الملتقى بالسلطنة، وذلك بالتعاون مع مركز البحوث الدولية للطيور (بقيادة د. مايكل مكجرادي)، ومؤسسة بيرند ميبورج  للبحوث والمحافظة على الطيور الجارحة (بقيادة البروفسور بيرند ميبورج، والذي يشغل أيضاً منصب  نائب رئيس الفريق الاستشاري لعلم الطيور وحماية الطيور، ورئيس مجموعة عمل الطيور الجارحة لمؤسسة بيردلايف الألمانية (NABU))، وجمعية البيئة العمانية.  

وتهدف المبادرة إلى التعرف على تحركات وهجرة الطيور الجارحة مثل طائر الرخمة المصرية وعدد من النسور الأخرى في السلطنة، والأماكن التي تأوي إليها لاسيما في إطار تناقص أعدادها الملحوظ على الصعيد العالمي. ومنذ إطلاق المبادرة في عام 2014 تم رصد 17 طيراً من طيور الرخمة المصرية، و3 نسور، وذلك عن طريق تثبيت أجهزة تتبع تقوم بالرصد المفصل لتحركات الطيور، بهدف مراقبة طريقة حياة هذه الأنواع المهددة بالانقراض، والوضع الغذائي لها، وسلوك الهجرة لديها.

وقال الدكتور مكجرادي: "يُعد تعقب مثل هذه الطيور الجارحة صعباً إلى حد ما، ولذلك نحاول الاستفادة من كل ما يُمكننا الحصول عليه من معلومات حول طائر الرخمة المصرية، وعقاب السهول والمصنفة ضمن الطيور المهددة بالانقراض على المستوى العالمي، والعقاب الهجين والذي لم يكن ضمن مخططاتنا، حيث كان تعقبه مفاجأة سارة بالنسبة لنا وخرجنا منها بنتائج رائعة. وقد نتجه مستقبلاً إلى تتبع أنواع أخرى من النسور لأننا نقوم الآن برصد عددٍ جيد منها." وفي السنوات الماضية، تم رصد 4 من أفراخ طيور الرخمة المصرية، نفق اثنان منهم، أحدهم بسبب الصعق الكهربائي الذي يُعد ضمن الأسباب الرئيسية في نفوق الطيور الكبيرة في العالم بما في ذلك سلطنة عُمان.

وفيما يتعلق بسلوك الهجرة لدى تلك الطيور، فلم تهاجر أياً منها خلال السنوات الماضية، وقد يعود السبب في ذلك إلى كونها لا تزال من الأفراخ الصغيرة، أو لأنها ضمن الطيور المقيمة التي تبقى سنوات عديدة قبل أن تعود إلى موطنها عندما تكبر. أما طيور الرخمة الـ12 التي تم رصدها في 2018، فتعد من الطيور البالغة، لذلك من المتوقع أن يهاجر بعضها خلال فصل الربيع إلى مناطق أبعد شمالاً. كما تم أيضاً رصد النسور التي هاجرت في فصل الصيف إلى آسيا الوسطى، ومن ثم عادت في الشتاء إلى شبه الجزيرة العربية.

وفي السياق ذاته  قال البروفيسور ميبرج: "قضت عقاب السهول والتي تمت ملاحقتها في يناير 2017 فصل الصيف في آسيا الوسطى، متنقلة بين كازاخستان، وروسيا، وتركمانستان ثم عادت إلى شبه الجزيرة العربية خلال فصل الشتاء 2017-2018 واستقرت في جنوب شرق ووسط المملكة العربية السعودية. وقد أدى تتبع هذه النسور إلى تزويدنا بمعلومات تفصيلية عن سلوك هجرتها خلال فترة الشتاء في السلطنة."

وقد سلطت النتائج الضوء على أهمية هذه الطيور الجارحة وعلاقتها بالأنشطة البشرية، مثل إدارة النفايات وإنتاج الكهرباء وتوزيعها. واتضح أنّ سلطنة عُمان تُعد موطناً آمناً لمثل هذه الطيور، وبالتالي يمكنها تقديم مساهمات مهمة في المحافظة على هذه الأنواع عالمياً، بما يتماشى مع خطة العمل الدولية الموضوعة لدراسة أسباب نفوق النسور في العالم. ومن هذا المنطلق، تمت صياغة خطط وأبحاث ودراسات للحفاظ على هذه الطيور في السلطنة، وتقييم التهديدات المحيطة بها، وكذلك توعية المجتمع وإشراك المزيد من الجهات الداعمة.  ومن جانبها، قالت مايا ويلسون، مديرة الأبحاث وصون الطبيعة في جمعية البيئة العُمانية: "تلقى المشروع منذ انطلاق فعالياته دعماً مالياً من مركز البحوث الدولية للطيور، وجمعية حديقة الحيوانات الكبرى في لوس أنجلوس، إضافة إلى خدمة التعقب بالأقمار الصناعية من أكويلا سيستمز وجيوتراك. ودعمٍ عينيٍ من جمعية البيئة العُمانية، وآريد لاندز (ِArid Lands) ومحمية جبل هاوك (Hawk Mountain Sanctuary). وفي نهاية 2017 وبداية عام 2018، تم توفير 11 جهاز تعقب من قبل مؤسسة بيرند ميبورج  للبحوث والمحافظة على الطيور الجارحة، وجهاز واحد من مؤسسة فلتجر كونفرزيشن فاونديشن (Vulture Conservation Foundation) وذلك ضمن مشروع "فلتجر بيس لاين داتا" (Vulture Baseline Data) بتمويل من مؤسسة مافا".

وأضافت "تضمنت الجهود المبذولة للحفاظ على النسور قيام الدكتور بول هاوي من مؤسسة مايكروويف تيليمتري (Microwave Telemetry) بتطوير خمسة أجهزة تعقب تم استخدامها فعلياً، ونحن سعداء بمشاركة الطلاب من جامعة السلطان قابوس في عملية الرصد، والتي تؤكد التزامنا بنشر الوعي البيئي. وسنواصل جهودنا للحفاظ على مختلف أنواع الطيور الجارحة في عُمان، سواء المهاجرة أم المقيمة بالسلطنة".

تعليق عبر الفيس بوك