في الاحتفال باليوم العالمي للشعر في 21 آذار (مارس):

في مديح الشعر

رشا أحمد – شاعرة مصرية تقيم في مسقط


(أيها الشعر: أنت تعرف أكثر من الناس جميعاً أن كل ما يقولونه عنك لا يجعلك أكثر جمالاً ولا أكبر قدراً. أيمكن أن نمجدالأغنية بحديثنا عنها؟ أيمكن أن نزيد سيل الجبل إذا ألقينا فيه جرة ماء؟ أيمكن أن نقوي هبوب الريح اذا نفخنا فيها؟ أيمكن أن نزيد عظمة جبل سامق يضيع بين الغيوم إذا حملنا إلى ذروته قبضة ثلج؟ أيها الشعر: أنا - لولاك - يتيم.)
رسول حمزاتوف..
ماذا أفعل وأنا أكتب
أبحث عن فكرة تُدفئني، تمسك بكفّي وتنفث هواءً دافئاً على أصابعي، تأخذني إلى حضنها وتتركني أبكي دون أن تسألني لماذا؟، تمسح شعري وتغنّي لي، وتحكي حكاياتٍ اعتادت أن تقصها أمي، تأخذني إلى أعماقها وتفتح لي أبواب الأحلام كلها، كذلك أبواب الغرق اللذيذ.
فيمَ أفكّر وأنا أغادر الواقع لأكتب؟
في قصيدة أخرى للحياة نكتبها معاً، في أرصفة لا تشعر بالجوع، في أغنية لاتُملّ، وبعض كؤوس من فرح نحتسيها على هامش الوقت.
فيمَ عليّ أن أفكر؟
ربما في النسيان فقط، أن أنسى يعني أن اتحرر من قيود الذاكرة اللئيمة، وأغادر قوقعة الكآبة طفلةً لاتعرف شيئاً عن قسوة الكون، أن أنسى يعني أن أحلق في فضاءٍ أزرق تماماً وحين يتسلل لجناحيّ التعب أغفو على كفّ غيمة تبتسم.
فيمَ أفكر وأنا أكتب؟
أن أطفو على ماء قلبِك، أن أغرق فيك قليلاً ، أن أحلّق في فضائك.
لا شيء يشبه أن أكون حبيبة هل عليّ أن أفكّر في أي شيء وأنا بحضرة الشعر؟
الصدى الذي يتناثر ويتلاشى دوائر على وجه الماء .. الماء الذي نظنه سرابا
والذي أراه محاولاتي الجيدة , الجيدة جداً .. لملء ثقوب روحي .. لأن في صوتي ندبةً ما ..
ندبةٌ قد يظنها الآخرون بحة حزنٍ مزمن , أو جرحاً هارباً من موال هذه هي كل محاولاتي للنسيان.

تعليق عبر الفيس بوك