ناشرون: الإقبال متميز والقوة الشرائية ضعيفة والمفاصلة في الأسعار دخيلة على المعرض

...
...
...
...
...

 

 

الرؤية - محمد قنات

أكد عددٌ من أصحاب دور النشر المشاركة في معرض مسقط الدولي للكتاب أن نسبة زوار المعرض لا تعكس القوة الشرائية للزوار في هذا العام الذي انخفضت نسبة الشراء فيه بصورة كبيرة مقارنة مع المواسم السابقة حيث لجأ العديد من الزوار الذين لديهم الرغبة في الشراء إلى أسلوب المفاصلة لاقتناء الكتب، مما يوضح أن الأسعار مرتفعة وتأثر الزوار بالوضع الاقتصادي، مشيرين إلى ارتفاع قيمة إيجار الأجنحة في المعرض والتي وصلت إلى 450 ريالاً إلى جانب تكلفة السفر وغيرها من الأشياء التي تتحملها دور النشر.

فيما ذهب عدد من الكتاب والمثقفين إلى أنَّ المعرض في النسخة الحالية كان متميزاً في الفعاليات والبرامج المصاحبة التي كانت بمثابة تظاهره ثقافية على مدى أيام المعرض إلى جانب الحفلات الخاصة بالتوقيعات التي أحدثت حراكاً كبيراً في أجنحة المعرض.

وقالت زينب الغريبية من دار الوراق إن نسبة الإقبال في هذا الموسم كبيرة إلا أن القوة الشرائية تعتبر قليلة مقارنة مع بقية الدورات السابقة، ويرجع ذلك إلى العامل الاقتصادي بشكل عام وحتى على مستوى الحكومات عندما يبدأ التقشف يبدأ بالجانب الثقافي باعتبار أن مستلزمات الحياة اليومية هي الأهم وفي السابق كانت وزارة التربية تقوم بشراء عناوين كثيرة من الكتب والآن أصبحت هنالك عناوين محدودة تطلبها الوزارة الشيء الذي انعكس بصورة كبيرة على الناشرين مقارنة بالإيجار الذي يدفع للأجنحة الخاصة بدور النشر التي أصبحت تغطي التكلفة فقط ولاتوجد فائدة مالية تذكر.

وتابعت إنه نظراً للحالة الاقتصادية أصبحت هنالك مفاصلة في أسعار ما يتم عرضه من الكتب وهذا الأمر يعتبر جديدا لم تشهده الدورات السابقة واستدركت الغريبية أن الطباعة بالنسبة للدور العمانية مكلفة ومع كل هذه التكاليف في كثير من الأحيان نضطر الى تقليل السعر باعتبار أن شيئاً أفضل من لا شيء.

ورأت كلوديا من مكتبة بكوريا بلبنان أن معرض مسقط من أفضل المعارض ولكن في هذا الموسم كانت نسبة الإقبال على الشراء ضعيفة مقارنة بالمواسم الماضية، كما إن المفاصلة في أسعار الكتب تعد ظاهرة جديدة لم تكن موجودة من قبل، وكنا نقوم بإنقاص القيمة إذا كان المشتري جاداً والسعر الذي قدمه معقولاً لأن كل ناشر مهتم بأن يبيع عددا من الكتب لتغطية تكاليف المشاركة وتحقيق الفائدة التي يسعى إليها.

وأوضح الشيخ عووضة من الشركة العالمية للطباعة والنشر أن القوة الشرائية ضعيفة مقارنة بعدد الزوار، كما أن النسخة شهدت ارتفاعا في نسبة الإيجارات مما أضاف أعباء أخرى على الناشرين الذين سيواجهون غرامات مالية تصل إلى 20% من قيمة الإيجار في حال التأخر عن الدفع في الوقت المحدد.

وأشار طارق تمبرجي من دار دمشق – سوريا إلى أن الإقبال على المعرض جيد لكن دون قوة شرائية، وكان المعرض من أكثر المعارض جذباً بالنسبة للناشرين باعتبار أن الإيجار فيه بأسعار زهيدة والآن الإيجار يصل إلى 450 ريالا هذا إلى جانب التكاليف الأخرى التي تستبق التجهيزات من سفر وخلافه وإن المشاركة الآن أصبحت من أجل التواجد في ظل التكاليف الباهظة التي يتحملها الناشر.

واعتبر طارق أن نسبة الإقبال على الشراء في الموسم الحالي هي الأقل من بين المواسم السابقة، كما أن العديد من الزائرين يلجأون إلى المفاصلة في الأسعار وهذا الأمر يعتبر جديداً أيضًا ولم يكن مألوفاً في السابق.

وأوضح عبد الرزاق الربيعي أنه في كل دورة للمعرض تزداد دور النشر المشاركة، والعناوين والفعاليات الثقافية، ويكفي أنه في كل يوم شهد الجمهور 15 فعالية موزعة بين قاعات المعرض الأربعة، وحفلات التوقيع، والضيوف، وعدد الزوار، وهذا يعني أن الخط البياني للمعرض في حالة صعود، وهناك مساحة أوسع للحركة، واستيعاب الأنشطة المرافقة.

وأضاف أن نسبة الكتب الجديدة بلغت٣٥% وهذا الأمر أتاح لزوار المعرض اقتناء أحدث الإصدارات، وحركة الشراء كانت جيدة كما أخبرني عدد من الناشرين، قد نفذت العديد من عناوين الكتب.

كما أن الفعاليات الثقافية التي بلغ عددها ١٥٠ فعالية كانت الحدث الأبرز الذي جعل المعرض تظاهرة ثقافية وكذلك حفلات التوقيع صنعت جوًا ودياً، صيرت الحركة في الأجنحة أكثر نشاطاً.

ورأى أن الأسعار إلى حد ما كانت مناسبة مع موجة الغلاء التي عصفت بأسواق الكتب وارتفاع أسعار الطباعة والورق، ومن الناحية التنظيمية شهدت دورة المعرض تقدمًا، من خلال توفير البيانات للزوار عن الأجنحة وعناوين الكتب، وتواجد العاملين الذين كانوا يقدمون المساعدة لمن يطلبها.

من جانبها قالت عزيزة راشد باحثة، إن معرض الكتاب نافذة عملاقة تطل على ثقافة عالمية، وتتنوع في المعرض كل هذه الثقافات وعلى أرففه مختلف العلوم وأوسعها، لذلك نجد الجميع يقتني الكتب ويقرأ له ولأطفاله، وأضافت المعرض بمثابة متنفس نقي للرئة الثقافية، والإنسان العماني بطبعه عاشق للكتاب يقتنيه ويقرأه ويكتب عنه لذلك نجد الإنسان العماني الأبرز في المجالات الثقافية دائمًا، كما إن المعرض يضم بين جنباته مختلف العلوم كانطلاقة تجديدية للمشهد الثقافي العُماني في كل عام.

وتابعت أن حمى الأسعار العالمية انتقلت إلى الكتاب الذي أصبحت قيمته عالية نوعًا ما ويباع بأسعار مضاعفة، وهناك أسعار مناسبة وأخرى قليلة القيمة حسب كل كتاب وهذه طبيعة معارض الكتب أنها تحتوي على أسعار متفاوتة القيمة تلبي كافة المستويات الاقتصادية للمتسوق من الكتب، ما يميز معرض مسقط للكتاب هذه التظاهرات الثقافية اليومية من الفعاليات والندوات وتدشين الكتب بمختلف أنواعها وعقد الندوات الثقافية عنها وبذلك يصبح المعرض من الحيوية والنشاط ما يجعل المعرض زاخرًا بشتى الزوار على مدار اليوم.

تعليق عبر الفيس بوك