أُصغي بقدمين وأَركض بقلبي

ناصر الحاج - العراق


أصبغ ُحذائي
عادةً أصبغه بشكل ٍجيد
وأنظرُ إليه
لعلَّ لمعانهُ تحتَ الشمسِ
يُغريني بالخروجِ
من البيتِ
فغالبًا لا أجد ُ
 سببًا كافيًا لذلك
سواه..
(2)
يلزمهُ الكثير
من مقام ِالدشتِ*
وصوت السكرِ
الذي في القصبِ
ذاك الذي يُجلي الأنين
شيئ ٌمن هذا القبيل
يقول الرجلُ
الذي يعملُ راعيًا
في حقولِ الكرستال..
...................
* من المقامات العراقية
(3)
أغمس ُ قلبيَّ في الريح ِ
إنها فكرة خلابة ٌ
لرجلٍ قلق ٍ
 على نفاذ الفراغ
في دورق الوقت
ربما إنها الكيمياء
التي جعلت شعري
يتساقط
نكالا بقانون الوراثة
الكيمياء مرعبةٌ
فحين أشعرُ بالحبِ
لا أذكرُ شيئا
مما كان مني
أشعرُ بيديه تمسح
رأسي كطفلٍ يتيم
ما أُسميه الآن
هذا الذي
 يأخذ رأسي بعيدًا
ويترك كُلّي كأُذنِ أعمى
أُصغي بقدمين حافيتين
وأَركض بقلبي
خلف رأسي
البعيد..
(3)
بعيداً في الرمادِ تتأججُ
حُمّى الفصول
الرغوةُ تسيحُ على الوجوهِ
فذلكة ٌ تلك الوعودِ
على قمصانِ السادةِ المبجلين
كلٌ يحمل دجلّه الحديث
على طبقٍ من التراويحِ
للرغبة قادمةٌ
من أقاصي الشبق
في محاريب الفتنة
تدويرٌ للخديعة
السنة طويلة للموت
تأكل ماتيسر من الفقراء
وعميان القلوب جياع                                           
والجميع يدور حول بوابة
لا أثر لها في المدى
كذبةٌ أخرى لينام القطيع
على حشائش الوهم الكبير..
(4)
في
الغرفةِ بابٌ
يؤدي إلى البحر
في
الرأسِ
أشرعةٌ بالية
مثنى وثلاث
ورباع
في
القلبِ شرفةٌ
قديمة
تَطلُّ على
اللاشيء
في
العين ممرٌ
للدهشةِ
مُغلقٌ حتى
يأتي الدِّيكُ
في
الروحِ غابةٌ تغصُّ
بأشباحٍ
يتدربون على الهروب
من الجحيم
في
الذهنِ طلقةٌ
حمراء
تركها قناص
ذات مساءٍ
أغبر
في
الطريقِ مارّةٌ
لا أعرفهم أبداً
في
السماءِ غيومٌ
تعبت من الطواف
حول العالم
في
جيبي
أوراق لا تعنيني
منذُ غدٍ
في
مكتبتي كتبٌ
لا أريد التورّط
بقرائتها
في
الريح أخبار
من رحلوا
ورفوف مخصصةٌ
للنميمة
في
الشمس بلاغةٌ
للضوءِ
يعرفها الفقراءُ
في
القمرِ خدعةٌ
قديمةٌ
مازالت سارية
المفعول
في
الحياة ورطةٌ
كبيرةٌ
وفي
الجدار ثقوبٌ
سأنفذ
منها إليك

تعليق عبر الفيس بوك