ألـــَم يسريّة آل جميل في معرض مسقط للكتاب


مساء اليوم تحتفي د/ يسرية بنت علي آل جميل بإصدارها الأدبي، الموسوم بــ (ألمي)، تزامناً مع احتفال العاصمة العمانية مسقط بالدورة الثالثة والعشرين لمعرض الكتاب الدولي خلال الفترة من 21- فبراير/ 3-مارس 2018 م. ويأتي هذا الإصدار إلحاقاً إلى إصدارين سابقين للدكتورة، الأوَّل كان في عام 2009/2010م وكان معنوناً ب (ربَّما)، حيث يحتوي على مجموعة من الأحاديث في الذات والتربية والإدارة وعلم الاجتماع، أما الإصدار الثاني فقد كان بمشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين بوزارة التربية والتعليم ، وكان يحمل عنوان (رؤى تربوية في النُطق السامي) لصاحب الجلالة السُلطان قابوس بن سعيد المعظَّم، حيث صدر هذا الكتاب تزامناً مع احتفالات السلطنة بعيدها الوطني الخامس والأربعين المجيد في العام 2015م أما كتابها المعنون (بألمي) والذي قد يتوهم القارئ لأوَّل وهلة بأن الكاتبة قد أخطأت، أو أن المُراجع اللغوي قد خانته قواه الُلغوية فعوضاً عن أن يوسم الكتاب (بقلمها) أصبح بـــ (ألمها).. فهو دون شك سيكون إثراءً جديداً للمكتبة العُمانية والعربية بصورة عامة.
والحقيقة أنه بالعودة إلى منهج الكتابة لدى المؤلفة، نجد أنها قد احترفت الخط الوجداني منذ العام 2000-2001م ،  حيث سعت المؤلفةُ - وهي باحثة في أساس تكوينها المعرفي- إلى أن تعتمر عباءةَ الملاحظة والرصد والاستنتاج والتقويم، وهذا منهج من مناهج الكتابة الصحفيّة ، وميزتُه اختصارُ المسافة أمام القارئ كي يصلَ إلى نواتج يستطيع محاكمتها والحكم عليها .
وقد قدَّمت الكاتبة في كتابها هذا ..الحُزن بصورةِ أنيقة هادئة رقيقة ، حيث ترى أن للحزن هيبة عظيمة، وقدسية راقية، لا يدركها سوى العظماء، لأن الحزن يخلق في نفس القارئ  شعوراً مُختلفاً يجعلك تعيش أصدق حالات الإنسانية حتى وإن كانت معجونة بالوجع أو الاستعباد بنكهة الحُرية.
يضيء الحزنُ في نصوص هذا الكتاب فتبدو اللوحةُ الإبداعيةُ مشرقةً وحقُّها الإعتام وناطقةً وواقعها الصمت ومتفائلةً زمن الإحباط ، وتتجلى الكاتبةُ ببهاء اللحظة باحثةً في الزوايا عن مسافات الانعتاق من سوداويةِ الموقف إلى بياض التوقف؛ فلا دموعَ دائمةٌ كما لا سرور متصل
تنضح الذاتُ في هذا الكتاب بمشاعرها المختلطة دون أن تضع نقطةً في نهاية السطر أو ردمًا في آخر النفق وتسعى لاستشراف السطر الآتي والضوء المختفي والأمل الموصول بتبدلٍ يحمله الإيمان بالحياة مسارًا يتسع للقائمين كما القانطين؛ فقد يطغى اليأس ويسيطر البؤس ثم تنفرج الزاوية فيتبدى الرضا واليقين.
تعتمد الدكتورة يسرية آل جميل في كتابها هذا على المقطعات الصغيرة المتناثرة عبر جملٍ مركزة مختصرةٍ قد يصوغ منها شاعر نصًا أو قاصٌ روايةً أو نلمح منها شخصًا.
وفيها نقرأ الكاتبة كما نراها، ونراها مثلما عهدناها مملوءةً بالإشراق الداخلي تنيره ركعة ودعاء، وتسامح ووفاء ، ولغة هادئة هانئة مهادنة تستثمر القصور انتشارًا والصحراء أنهارًا والأسوار أسرارا، ومنها كما فيها معابر ومصائر وبثٌ وعبث وإعياءٌ وانتماء.
وكما سعت الكاتبة إلى التركيز يجيء هذا التقديم الوجيز معبرًا عن فاصلةٍ أولى في ملامح الصورة المركبة التي نفهمها دون عناء لكننا نعود إليها فنظن أننا لم نكمل القراءة بعد .
وإذ جمعت الدكتورة يسرية آل جميل ووعتْ وأصدرت لنا كتابها الذي يحتوي على مشاعر تلامس قلوبنا جميعاً بنصوصها التي بلغ عددها إحدى وثلاثون نصاً تتنقل فيها بقلمٍ رشيق (بعد غياب) ، وعن (المُكالمة التي لم يُرد عليها) ، وحديثها (ليلة العيد) عن (صلاحية الحُب) حين كانت في (قمة الحُزن) إذ جلست ف (ثرثرت لقلبها) عن ألم كل فتاةٍ مع رجل (زوَّجته قلبها) ف (خذلها) و (ذبح قلبها مرتين) فأصبحت تعيش على (قيدِ الوجع) تُعاني (بعضاً من ألم) ..ب " قلمها الجاذب " الذي تسردُ به في خُطوةٍ جريئة منها لتكون أول أحرفها في مجال القصة .. (نـجـد) تلك الفتاة العاشقة التي أعطت كُل شيء ، ولم تأخذ سوى بقايا ذكرياتٍ أليمة تقتاتُ بها سُبيلاً للحياة ..
 المؤلفة قد قامت بدورها، وبقي أن نقومَ نحن بدور القراءةِ والاستقراء، والمناقشة والإثراء، وإثارة استفهامات جديدة تخلق محاور متجددة لإصداراتٍ لاحقة.

تعليق عبر الفيس بوك