حارس المقبرة

السيد العيسوي عبد العزيز - مصر


هل أنت تحـــرس موتًا لا انتهاء له ... أم أنه حـــارس تمثالك الأزلي
الوقـــت عندك لم تهــــدأ قوافـــله ... تســـير في طــرقٍ ثلجـيةِ المللِ
هذي ذبابتك الزرقــــــاء حـــائرة ... ولـــم تزل تتلــــوى دونما عملِ
ما آخر الأفْق ما أخـــــبار أولــــه ... وأنت جـــاثٍ كتمثال على طلل
كل القبــــــور تــــماثيل برمت بها ... وكــل لاتٍ وعزي دونمـا دجلِ
كم سلمتك جنـــــازاتٌ بلا عدد ... ما بين أنثى وطفـــــل حل أو رجلِ
هذي حياتك كم موتٌ يطوف بها ... كما يطوف البلى في دهشة المُقلِ
الكون ســــاعي بريد لا كلال له ... كلاً يَحــــــطُّ ويَرمِي داخلَ النُّزلِ
ينفض ســامرهم لو كنت ذا ســمر ... وأنت تسهر والأشباحَ في وجل
كأنك الجــــن في ليل يحيط به ... يفر منك الضـــحى في فجـره الثملِ
تعتق المـــــوت في جنبيك ممتلئًا ... وأنت وادي فــــراغ غير مكتملِ
هذا زفــيرك أم أنفـــــاس من رحلوا ... لكم تنفست منـــهم آخر الأملِ
هذي مفـــاتح قارون على عنــق ... أم تلك أغـــــلال جيش جد مقتتلِ
وعــــن يمينك جـــــنات مخبأة ... وعن يسارك نهــــــر للظي الهَطِلِ
وأنت في شاطئ الأعراف منتظر ... تقود موتاك في عطل وفي عمل
يمضي الجمــــيع ولكنَّ الفراغ هنا ... ساق البرايا قطيعًا قط لم يصلِ
كأنك المـوت لكــــن لا مواتَ له ... ولم يزل يتمــــطى أولَ الكــــسلِ

تعليق عبر الفيس بوك