هل مازلت على قيد الموت؟

خديجة كربوب – فاس - المغرب


(1)
الاستنزاف يقطرني كل لحظة
لا أشبه أحدا لأنني ولدت بملامح القهر
أجر عوالمي المستنزفة إلى جهة المطر
المظلات لا تحمي كل العابرين
منحوتات كثيرة بلون الوحل ترتعش
أمام السماء
النبيذ لا يحتسيه الفقراء
نحن جميعا نحتسي الكلمات
بدون مكسرات
كل الزوايا الباردة تكدست بالضحايا
مازلت أبحث عن زاوية أخرى
لأخفي هذا الاستنزاف
قد يمر حفار القبور و يشتمُّ
رائحة الموت.
(2)
الأشجار العارية
ستغطي نفسها بالأوراق قريبا
ربما هذا الأمر هو ما يجعلني ألتئم
أعانق أرجوحتي وأنطلق كالهواء
ينظرون إليَّ نظرة فارغة من الحياة
ليس لي وقت لكي أعرض تفاصيل
جريمتهم
السماء تتطلع إلى وجهي
بينما الأرض لا تعرفني جيدا
أنا امرأة تلازم حيزها المكاني
وتفيض عن نفسها
لا يهم أن أتحرك بين البيت والعمل
لكن يهمني أن نأكل من الأرض
ويهمني أن أفكر وأنطلق كأرجوحتي
وباقي العقد هي ليست لي
(3)
اعترافات تكون بيني وبين نفسي
الأمر سيان عندي أعترف أو لا أعترف
الآن أدركت أنني تركت الآخرين يلدونني
المخاض لا أعرف عنه شيئا
ولكن أعلم جيدا أنني حاولت أن أحب
حاولت أن أحاكي الله في الخلق
ولحرصي على الإتقان ازدان فراشي
بمولودة الوحدة
النسغ يخرج من داخلي دون إذن مني
أكره أن أستعطف من يروج الثورة
ضدي
كل الهزائم تذوقتها
أعرف جميع المذاقات
في هذه اللحظة استغنيت عن الوعي
لا أحب أن أدرك العالم الحقيقي
القليل من التين سأضعه في الشاي
سأطبخه كما كانت تفعل جدتي
أنا على موعد مع الضحك
أرى الأبواب تخلع نفسها
ومن مكان شاهق جدا, أسقط
هذه المرة لم أتألم
جوقة كبيرة تحيط بي وهي في منتهى الفضول والسخرية
لا أعرف لحد الآن
هل مازلت أنا على قيد الموت؟

تعليق عبر الفيس بوك