أكانت خيانة؟!

هالة عبادي – سوريا


أشمئز من نفسي كلما تذكرت صورته، كل نظرة منه كانت خيانة لزوجي.آه، في الحروب يكتشف الإنسان  في نفسه شهوات جديدة.
إنه لا ينظر للنساء إلا من (...)، لا شيء آخر يجذبه، كيف سايرتُه؟!!.
أي عينٌ تلك التي أرتني جماله... سمرة لم أعرفها في وجوه من عايشت من قبل، عينان واسعتان تخترقان القلب حتى تسكناه، سوادها بدد كل الألوان التي رأيتها في عيون أسرتي، فم آسر في صمته وحديثه... أتذكر أنفه الكبير وأضحك كيف لم أر فتحتي منخريه الواسعتين من قبل،  كانت عين الحب عمياء. بقوة جذبني، سكن قلبي ثم امتد كوباء ليحتل سائر الجسد.
هو شاب يزهو الكون من حوله، وأنا التي قد جاوزت الأربعين بقليل شاعرة ببرودة الخريف، كنت أتحدث في أحد المؤتمرات وكان يراقبني عندما انتهيت اقترب وشكرني كانت طريقته غريبة قليلاً إذ عبر عن رغبته باحتضاني لا أعرف أكان قبولي كلامه غريباً أو أخرقاً لكني وقتها لم أكن وحدي نظرت بشكر للأرض التي جمعتنا اعتذرت عن قبول دعوته بحجة أني مسافرة غداً أخذت البطاقة التي أعطاني وغادرت المكان دون أن أعلم أن صورته لن تغادرني إلى الأبد.
مع انحسار شمس النهار راودتني ابتسامته، وحدي كنت في الفندق اتصلت بزوجي لأنهي تفكيري به، وجلست أرتب ارتباطات الغد.
قاطعني رنين الهاتف عامل الاستقبال يخبرني بوجود من يسأل عني.
إنه هو يهيئني لحكاية حب لا يمل ذكرها، ابتسمت مستغربة مجيئه أخذ يدي احتضنها بين يديه تعبيراً عن شكري لست أذكر أأنا التي تعمدت نسيانها أم كانت مجرد صدفة لكنها بقيت كذلك عاودني شباب الحياة التي اعتقدت أنها قد بدأت تغادرني ثم أطرقت خجلى أمام عيون زوجي التي كانت ترصد المكان.
توسلت إليها... اتركينا قليلاً... قليلاً من الوقت فقط... لم يحن الوداع بعد، لم تفعل فنهضت، لم آبه لكلماته الأخيرة قال إن لديه قصة تهمني...
"لا أعتقد أن شيئاً قد يهمني أكثر من عائلتي"
أعيدها كلما أخرجت بطاقته التي احتفظ بها من حقيبة يدي.

تعليق عبر الفيس بوك