تظاهرة ثقافية وغذاء للروح

مع افتتاح الدورة الثالثة والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب، تبدأ أكبر تظاهرة ثقافية وفكرية في السلطنة، لاسيما وأنّ الدورة الحالية تشهد عرض نصف مليون عنوان، معروضين في نحو 1200 جناح.

المعرض الذي يواصل مهمته التنويرية، يقدم وجبة دسمة من الأعمال الأدبية والثقافية والفكرية، وكتبا متنوعة في الاقتصاد والسياسة والعلوم والاجتماع والفلسفة والتنمية والطب والقانون، وغيرها من المجالات العديدة، التي يتبارى المؤلفون- كبارا وصغارا- في تسليط الضوء عليها في كتاباتهم، بما يخدم القارئ المتطلع دائما إلى الغوص في أعماق هذه المؤلفات، والنهل من شتى المعارف التي تثري ذائقته الأدبية، وتضيف إلى رصيده المعرفي والمعلوماتي كل جديد.

ولا شك أنّ المعرض بما يشتمل عليه كذلك من فعاليات مصاحبة، يسهم في إحداث حراك ثقافي، يتضمن تنظيم ندوات فكرية ونقاشية، وحفلات توقيع للكتب، بما يعزز التواصل بين القارئ والمؤلف، إضافة إلى الأمسيات الثقافية وغيرها الكثير من المناشط التي تدعم الحركة الفكرية والثقافية.

اللافت للنظر، منذ سنوات، حرص القائمين على تنظيم المعرض على استضافة واحدة من ولايات السلطنة كضيف شرف، وهي سنة حميدة، تدعم خطط التنمية الثقافية، وتشارك في هذا العام ولاية صلالة كضيف شرف بالمعرض، وهي فرصة سانحة لإبراز ما تشتهر به صلالة من عراقة فكرية وتاريخ حضاري تليد، يروي سيرة العديد من الحضارات التي تعاقبت على هذه الولاية، فضلا عمّا تحظى به من مكانة خاصة في المنطقة، باعتبارها وجهة سياحية فريدة خلال موسم الخريف، يتوافد عليها أعداد كبيرة من السائحين والزوار.

ومن بين فعاليات المعرض لهذا العام، ما سيحظى به عدد من الشخصيات الثقافية من تكريم، وهي خطوة تعكس مدى التقدير الموجه لهم، نظير ما أسهموا به من ثراء معرفي وفكري لا تخطئه عين، سواء في مجال الدراسات أو الأنشطة الثقافية، أو الأعمال الأدبية وغيرها.

أيضًا تشهد نسخة هذا العام تخصيص أربعة قاعات متكاملة للفعاليات الثقافية وركنا موسعا للبرامج الثقافية وأنشطة الطفل، فضلا عن المقاهي الثقافية في عدد من الأجنحة المشاركة، بجانب مرافق خدمية أوسع عن ذي قبل.

إنّ معرض مسقط الدولي للكتاب يبرهن عاما تلو الآخر، أنّه تظاهرة ثقافية مميزة، ينتظرها الجميع كل عام، ليتزودوا بالمعارف والعلوم، وكل ما من شأنه أن يعزز ملكاتهم الفكرية وغذائهم الروحي.

تعليق عبر الفيس بوك