(أخافُ عليكِ) و (آيتي؛ البحرُ)


وليد أزمانو – المغرب


(1)
أخافُ عليكِ
حينَ تستكينُ سمكةٌ لحوضِ الماءِ الصَّغير
ويخطِئها فكُّ قرشٍ في فُسحةِ المحيط
أخافُ عليكِ
حينَ تُولدُ ظبيةٌ في قفصِ الحديقةِ العامة
وتُفلتُ غزالةٌ من مخلبِ الطَّبيعة
أخافُ عليكِ
حين تُشرقُ ضحكةٌ من نافذتي الضيِّقة
وينجو الفرحُ من ضربةِ شمسٍ مُميتة
أخافُ عليكِ
حين تسقطُ دمعةٌ في الكفِّ
ولا تغرقُ البلادُ في الأكفِّ الممدوةِ للسَّماء
أخافُ عليكِ
من كلمةٍ واحدةٍ (أحبُّكِ)
حينَها،
تتبخَّرُ كلُّ اللُّغات!
(2)
آيتي؛ البحرُ
وصلاتي، كَّفُّ صيَّادٍ عجوز
/
أحبُّ المحيط
لهذا، تبصرونني غاضبا
مثل موجهِ العالي
وملطَّخا
حين أخرجُ إليكم
من فكِّ أنثى القِرش
/
كان لهُ
أن يكون صرخةً
يحملُها الموجُ في حُنجرتهِ
كان لهُ
أن يكون صخرةً
يحملها البحرُ على كتفيهِ
هازئا بالحكاية
كان لهُ أن يسيلَ
ملحا بين الجُروح
أن يمضي بلا تلويحةٍ،
ذاك الوطنُ
/
الشمسُ مقصوصةٌ من إبطِ سحابةٍ،
عربةُ نارٍ
تجرُّها كلابُ الموجِ
إلى نُباحِ الشواطئ
/
قُربَ المُحيط
أُلقي روحي؛ شبكةً
و أصعدُ،
من افتراسِ حُزنِ صغيرٍ
هيكلا في الرِّيح
/
المرسى،
سكِّينةٌ في خاصرة المحيطِ
والمنارةُ،
شوكةُ العدم
فلتهبِّي يا أختي
يا شقيقة الطوفان
واغسلي بالبرقِ والرُّعودِ
وجهَ بلادي!

 

تعليق عبر الفيس بوك