سعود الحارثي يستعيد ذكريات 3 عقود في "صفحات من الشورى"

مسقط - العمانية

شهدت كتابة التاريخ تراجعا كبيرا في عصرنا الراهن بعدما كانت من أهم مجالات الكتابة في تراثنا العربي، والتاريخ كما هو معروف ليس فقط التاريخ السياسي للدول، فكل منحى من مناحي الحياة يمكن أن يؤرّخ له، وهذا ما نفتقر إليه في عالمنا العربي، وهو الأمر الذي حاول الباحث والكاتب العُماني سعود الحارثي تداركه في عمله الجديد والمهم "صفحات من الشورى.. ذكريات ثلاثة عقود"، الصادر مؤخراً عن "الآن ناشرون وموزعون".

ويقول الخبير القانوني السابق بالمجلس إبراهيم محمد: "ما سطّره سعود واجتهد فيه كان نتاج المثابرة الوثيقة والصبر والتعب المضني، على جمع المواد الرسمية منها والانطباعية، وتتبع رصد الأحداث بمصداقية متجردة لتخرج في هذا الثوب القشيب، وتصبح منهلاً للباحثين وأصحاب الدراسات العليا من أبناء هذا الجيل في عُمان والأجيال القادمة، تساعدهم في التوصل إلى النتائج التي ينشدونها لتُبنى عليها مخرجات أعمالهم عن تجربة الشورى في عُمان بصورة مطمئنة تحوي الإنجازات والإخفاقات على أسس موضوعية وحقائق بينة، إرساءً لمبدأ التدوين والتوثيق لجزئية مهمة من تاريخ عُمان ستذكرها له الأجيال القادمة".

ويرصد الأمين العام المساعد للجلسات والدعم البرلماني في مجلس الشورى راشد بن حمد الغافري، في تقديمه للكتاب، تطور نظام الشورى تاريخيا في عُمان، فيقدّم شهادته عن المؤلف والكتاب قائلا: "الكاتب أصيل في رسالته، عميق في توثيقه لأفكاره، عذب في أسلوبه السردي للأحداث والوقائع مع قوة حجته ومنطقه في الطرح الذي لا أجده يبعد كثيراً في منهجه التأصيلي الذي يسير عليه كثير من المؤرخين السياسيين الكبار في توثيقهم للأحداث والمواقف وقدرتهم على تذكرها".

ويؤكد الغافري أنّ الكتاب "إسهام وإثراء حقيقي للمكتبة العُمانية، سوف ينهل من معينه الباحثون والمتخصصون بالقدر الذي يجد فيه بقية القراء ضالتهم".

أمّا الخبير الاقتصادي السابق بالمجلس كمال الدين قرشي عمر، فيشير إلى أن الكتاب "يتفرد في الجوانب والزوايا التي ركز عليها، والتي تمحورت في ذكريات التجربة الشخصية للكاتب إبان حياته العملية التي امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً بمؤسسة الشورى بمرحلتيها الاستشارية والشورية".

ويوضح الخبير ومدير لجنة الشباب بالمجلس سابقاً خلفان بن علي الرشيدي، أنّ هذا الكتاب متميز من نواحٍ عدة، يوجزها في أنّ معظم الكتابات والمقالات والتحليلات السابقة يمكن أن نطلق عليها "قراءة من الخارج"، بينما يقدم هذا الكتاب قراءة وتحليلا من الداخل، ويتسم بالشمولية في التناول والطرح والتحليل، وفي تناوله للكثير من الشخصيات التي كان لها دور وتأثير في مراحل تطور ممارسة الشورى بشكلها المؤسسي الحديث في السلطنة، أو التي أثرت من خلال موقعها في الحكومة على هذه الممارسة سلبا أو إيجابا، سواء كانت هذه الشخصيات من أعضاء المجلس وموظفيه أم من أعضاء الحكومة.

أمّا الكاتب نفسه فيقول: إنّ هذا الكتاب ليس بحثا أو دراسة متخصصة تسعى إلى قراءة وتقييم مسيرة الشورى وصلاحياتها وأدائها وإنجازاتها خلال مرحلة من المراحل التاريخية، وإنّما يتضمن ذكريات متناثرة ومتباعدة وغير مرتبة زمنيا أو موضوعيا؛ عن أحداث ومواقف ومحطات وشخصيات عايشها خلال تلك الفترة وأثرت بشكل أو آخر في حياته العملية أو في دور المؤسسة وما تركته من انطباعات ورؤى شخصية ومبادرات فكرية للإصلاح، قد تسهم في القراءة المتعمقة لماضي مسيرة الشورى وربما للإسهام في رسم صورة مستقبلها.

تعليق عبر الفيس بوك