تماهيات في صدر الحروف

مصعب شمعون – السودان


(1)
لا تأويل في الحب
كل مافي الأمر
أن عرافة أرخت راحلة العشق
فكنت طالع قراءاتي

أيحق لنبوءة أن ترتدي
جسد صبي عاشق مثلي
قد خالط قلبه بمزن الصبايا
وسبر أغوار المناجاة بالحبيبة

مزدحم بفعل الكرامات
كلما تيقنت البعد عن دربك
عاودت الكرة لمحرابك اليقين

وحدها الروح في فوضاها
تزمل الجوارح من ضجيج الارتعاش
لتوقد للسكينة فتنتها
فتهدأ عواصف من اعتمال
ووحدي من أُهيئني في تناص الفؤاد
مهجة ورقعة جسد حالمة بإزار ويقين

افطريني في المسافة القابعة بين
الإمساك منذ خيط الصبح
وحد الصيام بحضورك لحظة الميقات
ودعيني هكذا أقرأُك بعد التراويح
وردا وردا أطعم بهم الجوارح
ثم أنسلي من لجة الليل
وأقيمني تهجدا حتى الهزيع الأخير
فإني في صومعة المبحوحين عشقا
كتبتني حرا وأنا الذي بقلبك سجين

(2)
مؤلم أن نكون في ذروة الحب
فيبح صوت الحب فينا
لا صهيل يداوي هذا الاعتمال
والشوق تدثر رداء الأماني
وأنا الهيئتني
في تصاريف الريح ذرتك
لم أعاكس موجة التيار
جردتني من نساء سكنّ القلب
وأهديتني لنشيج دمائك
كيف الخشوع والروح مسكونة بالنواح
دُلِّيني لمركب حضورك
بداخل جوقة الانتظار
ثم سميني صبر أيوب
فإني في شراكك وغواية الليل
أُهيئني لسقوطي
سقطة عاشق وسقطة موجوع
والخطى يتلبسها بعض الـ مجون
هذي حوافر مسمعي
تعدو صوب خفقاتك لتختلسني منك
دقة شوق دقة تمني ودقة انتظار
شاطريني الصهيل فإني
في حمي العشق مبحوح الجسد
متصدع الأنا منذ بعدنا
تساومني الارتعاشات بـ زفير وتأني
فالشهيق سبع وسبعون لقاءً
في ظلال التمني.

(3)
النبض العالق
بين همسك وضجيج
الروح
يتسرب رويدني
كلما هززت جزع الكلمات
تتغلغل حروفك فيني
أحبك
فعل قلب ناضج
لم يبارح عذريته
تتساقط تراكيب الأنا علي
مفردة البوح
ليستكين الشوق علي متكأ
القصيد
وشاح ما بيننا قد ذات تباعد
والتجاعيد المرسومة علي
ظل هالتك التباس البين
لو أن دواء التداعي حيثك
افردي شراع الأمل
ذات جنوح
لازمني طيفك
الترجيات وساق الأماني
تخشى انحلال
الشعر عسل تقوطنه نحلات قلبك
كلما فضضت تنازعي إليك
ثملت به
حيثك الطبيعة ضاربة أوتاد خيامها
مقيمة حول تفاصيلك
ورطب شفاهك نخلات أثمرن فيني
حقول الياسمين تجسيد ابتسامتك
حين انكشاف
لا ترهقي تناص الأحجية
فخيال الشعر خصب
حين كنت تلثمين السطور بعبير اسمك
كان قلبي يرقد بينهم
منذها وأنا حرف يقطن سفوح أشيائك

تعليق عبر الفيس بوك