بِيَدي.. لا بِيَدِ مَسرُور..

د. عمر هزاع – دير الزور - سوريا

 

ما زِلتُ..
أَلعَقُ نَصلَةَ الخَنجَرْ
مُتَوَحِّشًا..
كَالغُولِ فِي المَحجَرْ
*
أَمتَصُّ مِن عَينَيكِ ضَوءَهُما
وَأَخُطُّ كُحلَهُما
عَلى الدَّفتَرْ
*
أَصطادُ أَوَّلَ دَهشَةٍ..
بِهِما..
لِأَظَلَّ..
مَهما حاوَلُوا؛ الأَشعَرْ
*
وَأَذُوقُ إِكسِيرَ المَساءِ
دَمًا يَشفي غَلِيلَ صَباحِيَ الأَزعَرْ
*
أَحتاجُ تَوقِيفَ الزَّمانِ
لِكَي أَتَلَمَّسَ الأَبعادَ.. وَالمَنظَرْ..
*
لِأَرى نَيازِكَ مُقلَةٍ خَمَدَتْ
وَنَيازِكي..
لَمَّا تَزَلْ تَسعَرْ
*
وَالخَنجَرُ الظَّمآنُ..
مُضطَرِبًا يَهتَزُّ..
فِي عُنُقٍ مِنَ المَرمَرْ..
*
وَيَمُرُّ
بَينَ النَّاهِدَينِ
إِلى شُريانِكِ التَّاجِيِّ..
فَالأَبهَرْ
*
وَيَصِيحُ بِي:
(اِملأْ؛ يا فَتًى؛ قَلَمًا.. لِتخُطَّ رِعشَةَ حَظِّكَ الأَوفَرْ..
*
لِتَفُضَّ
- فِي أَقفالِ سُرَّتِها -
نَهرَ المَجازِ..
وَضِفَّتَي عَبقَرْ)
*
قَد أَنبَأَتْهُ الشَّمسُ:
- إِذ طَلَعَتْ -
(لا بُدَّ لِلمَسلُولِ أَن يَنحَرْ
*
وَبِأَنَّهُ..
لا بُدَّ؛ مُنكَسِرٌ
- مِن بَعدِها -
حَتَّى..
وَإِن أَنكَرْ
*
سَيَشِيخُ..
مَشدُوهًا..
يَهِيمُ عَلى وَجهٍ يَصُبُّ الدَّمعَ..
إِذ يَفتَرْ
*
يَبكِي..
وَيَضحَكُ..
- شارِدًا -
وَبِهِ فَصلُ الزَّهايمَرِ؛ بَغتَةً؛ أَزهَرْ
*
لِتَلُوذَ بِالنِّسيانِ قَبضَتُهُ مِمَّا يَصِلُّ..
وَما بِها يَجأَرْ
*
وَتُعِيذَهُ
أَلَّا يَذُوبَ أَسًى..
لَكِنَّها..
بِعَذابِها تُصهَرْ)
*
يا خَنجَرًا..
تَرتَدُّ طَعنَتُهُ..
- فِي كُلِّ يَومٍ -
نَحوَهُ أَكثَرْ
*
ما زالَ جُرحٌ ما..
بِمَعدِنِهِ يَحمَرُّ
بَينا..
نَصلُهُ يَخضَرْ
*
وَضِمادُهُ اللَّيلِيُّ يَصغُرُ
فِيما..
كُلَّ صُبحٍ؛ نَزفُهُ يَكبَرْ
*
مُتَلَعثِمًا..
مِمَّا رَأى انفَجَرَتْ عَيناهُ..
حَتَّى غِمدُهُ غَرغَرْ..
*
يا خَنجَرًا..
أَنذَرتُهُ..
فَأَبى..
حَقِّي عَلَيكَ؛ اليَومَ؛ أَن أُعذَرْ..
*
يا شَهرَزادُ..
الصُّبحُ لاحَ..
وَبِي وَحشٌ يُحَضِّرُ جِنَّهُ المُضمَرْ..
*
مِن أَلفِ عامٍ..
وَالشَّقِيُّ عَلى دَمِكِ الشَّهِيِّ
وَجُرحِهِ
يَسكَرْ
*
دَمِكِ..
الذِي بِالمِسكِ يَغسِلُهُ
وَيُعَمِّدُ الفُولاذَ.. بِالعَنبَرْ..
*
وَبِنارِهِ الحَمراءِ
يَخبِزُهُ..
وَيَرُشُّ؛ فَوقَ جِراحِهِ؛ سُكَّرْ..
*
يا ظَبيَةً..
ما زِلتُ أَطعَنُها..
عَلِّي أُفَجِّرُ صَوتَها الكَوثَرْ!
*
لَكِنَّها..
بِالصَّمتِ تَطعَنُني..
وَالصَّمتُ؛ أَلفَي مَرَّةٍ؛ أَجهَرْ!
*
خَطِرٌ نَزِيفُكِ..
مَيتَةً..
بِيَدِي..
لَكِنْ بَقاؤُكِ حَيَّةً أَخطَرْ!

تعليق عبر الفيس بوك