عواصم- الوكالات
اتهم وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، أمس، الولايات المتحدة بأنها تتصرف بشكل منفرد "وعلى نحو خطير" وتقوض وحدة البلاد، على حد تعبيره.
وأكّد لافروف أنّ روسيا ما زالت تحبذ مشاركة الأكراد في عملية السلام السورية. وأعلن لافروف الأحد الماضى أنّ القوات الروسية المتبقية في قاعدة حميمم سوف تساعد الجيش السوري في حال رفع تنظيم داعش رأسه مجددًا.
وقال لافروف- في تصريح لقناة "روسيا -1" الإخبارية-: "إن داعش الذي هُزمت خططه لإنشاء الخلافة، ما زال موجودًا على شكل مجموعات منعزلة"، مضيفًا: "إذا رفع هذا التنظيم رأسه مرة أخرى على الأراضي السورية، ستقوم الوحدات الروسية المتبقية في قاعدة حميميم بمساعدة الجيش السوري في إخماد هذه المحاولات".
من جهة أخرى، توعدت سوريا دولة الاحتلال الإسرائيلي بمواجهة ما سمته "مفاجآت أكثر"، إذا هاجمت الأراضي السورية مجددا، وذلك بعد أن أسقطت الدفاعات الجوية السورية طائرة إسرائيلية حربية متطورة خلال أخطر مواجهة بين الدولتين.
وأصيبت الطائرة وهي من طراز إف-16 فوق شمال إسرائيل يوم السبت الماضي خلال عودتها من غارة على موقع سوري قالت إسرائيل إن طائرة بدون طيار إيرانية الصنع أطلقت منه عبر الحدود.
وقال أيمن سوسان معاون وزير الخارجية السوري "ثقوا تماما أن المعتدي سيتفاجأ كثيرا لأنه ظن أن هذه الحرب، حرب الاستنزاف التي تتعرض لها سوريا لسنوات، قد جعلتها غير قادرة على مواجهة أي اعتداءات". وأضاف خلال مؤتمر صحفي في دمشق: "إن شاء الله سيرون مفاجآت أكثر كلما حاولوا الاعتداء على سوريا".
وتقول إسرائيل إنها ستواصل العمليات في سوريا حيث شنت عشرات الغارات الجوية لقصف أسلحة يُشتبه بنقلها إلى جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان للصحفيين خلال جولة على حدود إسرائيل مع سوريا ولبنان "لا يوجد حدود ولا نقبل بأي حدود". مضيفا: "سنواصل الدفاع عن أمننا الحيوي ومصالحنا الأخرى".
وقال راديو الجيش الإسرائيلي أمس إن محققين يعتقدون أن خطأ من جانب الطيار هو السبب الأساسي وراء فشل الطائرة إف-16 في الإفلات مما يعتقد على الأرجح أنه صاروخ قديم من طراز إس.إيه5.
وامتنع متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن التعقيب على التقرير قائلا إن التحقيقات مستمرة.
وأثار الحادث الذي وقع يوم السبت الماضي تساؤلات أخرى بشأن فعالية آلية تنسيق جرى الاتفاق عليها مع روسيا التي تدعم وتسلح جيش الأسد.
ورد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اندلاع الأزمة بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تجنب التصعيد في سوريا.
وقالت موسكو الاثنين الماضي إنه ليس لديها معلومات تدعم إدعاء إسرائيل بشأن وجود عسكري إيراني في الموقع الذي تعرض للقصف بسبب إطلاق طائرة بدون طيار.
ودافع زئيف إلكين، الوزير بالحكومة الإسرائيلية الذي يجيد الروسية ويعمل كمترجم لنتنياهو في المحادثات مع بوتين، عن آلية التنسيق يوم الثلاثاء لأنها تمنح إسرائيل "حرية العمل في أجواء لبنان وسوريا".
وقال إلكين لردايو إسرائيل "أعتقد أن الروس لم يتعهدوا مطلقا بالقيام بعمل عسكري ضد الإيرانيين والسوريين من أجلنا. سنواجه السوريين بشكل منفرد. لا نحتاج إلى مساندة من الروس. نعرف كيف نتعامل مع النيران السورية المضادة للطائرات، كما رأى الجميع في نهاية المطاف".
وفي سياق متصل، قالت الأمم المتحدة على لسان راميش راجاسينجام نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية لسوريا إن المنظمة الدولية تنتهج أعلى مستوى من الدبلوماسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في سوريا؛ حيث بلغ جيب الغوطة الشرقية المحاصر نقطة الانفجار كما أن محافظة إدلب تواجه كارثة. وقال: "ما نود تحقيقه هو وقف فوري لإطلاق النار- وأعتقد أنه ممكن جدا، توصلنا لذلك من قبل والأمر ليس مستحيلا".