كطفل ملائكة

مصطفى حمودة - ليبيا


صوت من الأعماق ليس لك..
يرتل مصلياً نغم اسمك
يا أيّها القادم من العدم أفصح:
هل جئتنا من النار بالنار؟

كطفل ملائكة.. لا أم لك..
من جرح أبيك النازف دماً
جاء من النور البهي وجهك..

في عُتم الليل، تُناولك الحياة
وأنت خديجٌ، كفّها..
وإذ تنتشلك من الظلمات
لظلمات القبر تعيدك
يا ويحها.. يا ويحها..

ككل الأطفال ترميك الحياة في حضن
من فرط الصباب يصير أمّك..
فهلم داعب بأناملك شعرها، والهو بقمر
ألاحه الله في يديك.. بثغرك..
وكأنك تلثم شفاه ملائكة..
كأنها بدر الدجى..
وكأنك لنبي مرتجى..

أنت الذي إذ تمشي على الأرض..
تحس بأنك على السحاب تمشي
مثل أفراس الضياء مشيك..

والعيون التي بك.. أفحسبتها ملك لك؟..
أفهل أخبرتك بأنك
تحمل ملأ الجفنين نور عيونها؟..
فابصر بها.. أبصر بها..
فإنك حين تبصر لن ترى إلا بها..

شبّه لك أنك ذو جسد..
وما أنت سوى نتف الدنيا للحمها..

حييت بقلبها.. بروحها..
وبنور عيونها..

بضع من أمك أنت إذ لازالت بقربك..
وإذ لازلت بقربها..

وإذ حان الرحيل.. أورثتك الدنيا نبضها..  وروحها..

تعليق عبر الفيس بوك