وتبقى القضية..

...
...
...

أبزر عباس – تلعفر - العراق


وتبقى القضية..
على وقع همس ابيها
وطبطبةٍ
على كتفها
تنام سميه
بكل أمان
وتهتز تلك الجفون الصغيرة
كأن هنالك حلماً سرى
هنالك صورة شيءٍ
كقطعة حلوى
كلعابةٍ
وثوبٍ جديدٍ
حذاء جديد
فقد ضاق ذاك الحذاء القديم
على قدميها
وربطة شعرٍ جديدة
تباهي بها ابنة الجارِ
نامت سميه
وغطت بنومٍ عميق
ووالدها لم يزل
يفكر كيف يحقق حلماً صغيراً
لهذي الصغيرة
ونامت سميه ..
وسراق قوت سميةَ
للتوّ قد بدأوا ليلهم
أُنسهم ..
برفع الكؤوس
وطابت نفوس
وغنت نفوس
ودب دبيب الشرابِ
بتلك الرؤوس
غناءٌ ورقصٌ
ونثر فلوس
ويأتي الصباح
ويخرج ذاك النحيف الى شغلهِ
وفي شفتيه نداءٌ خفيٌ
لرب البريه
ليرزقه خير ما في الصباح
وما هي الا دقائقُ
حتى اختفى الرجلُ
ذاك النحيل
بصوت انفجارٍ
يهز الصباح الجميل
ويوقظ تلك الصغيرةَ
من حلمها
لتصرخَ , تبكي
ابي يا ابي
ولا من مجيب
وسراق حلم سميةَ
بعدُ سكارى
ولم يشعروا الانفجار
ولم يستفيقوا
ولن يستفيقوا
الى حين ان يستفيق الضمير
ستبقى سميه
ويبقى ابوها
صراخاً يدوي
وصوتاً يقض مضاجع كل الحثالى
ويلعن هذي الجهالةَ والجاهلية
وتبقى القضية.

تعليق عبر الفيس بوك