عُمان والهند.. علاقات إستراتيجية

تمتاز العلاقاتُ بين السلطنة والهند على مدى التاريخ بالعُمق والتعاون البنَّاء الوثيق؛ لذا تكتسبُ زيارة دولة ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند إلى السلطنة، أهميةً كبيرة، بالنظر لما سيتمخَّض عنها من نتائج تُسهم في دفع العلاقات الإستراتيجية لمزيد من التقدم والازدهار.

فالبلدان الصديقان يرتبطان بعَلاقات ثنائية متنوعة على مُختلف المستويات: السياسية، والاقتصادية، والدفاعية، والصناعية، والسياحية...وغيرها؛ فزيارة دولة رئيس وزراء الهند يُشارك فيها وفدٌ يضمُّ عددًا من كبار المسؤولين في الهند، وقد تُرجِم ذلك بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين واتفاقية قضائية؛ من شأنها أن تُعطِي دفعةً قويةً للعلاقات المشتركة، وتزيد من ترسيخ العمل الثنائي لهذه العلاقات الإستراتيجية بين البلدين الصديقين. ويُمكن القول إنَّ العلاقات العُمانية الهندية التاريخية تمرُّ بأفضل مراحل ازدهارها، كما أنَّ الاستثمارات الهندية في السلطنة تشهد زيادة مستمرة في مختلف القطاعات: الاقتصادية، والخدمية، والصناعية، والسياحية.

ومن شأن مذكرة التفاهم بين البلدين، والخاصة بالإعفاء المتبادل من التأشيرات لحاملي الجوازات الدبلوماسية والرسمية والخاصة والخدمة، أنْ تزيد من التسهيلات المقدمة في هذا المجال، إضافة للاتفاقية في مجال التعاون القانوني والقضائي في المسائل المدنية والتجارية، واتفاقية أخرى في المجال الصحي؛ للاستفادة المتبادلة من الخبرات الهندية لدعم القطاع الصحي ببلادنا. ومن بَيْن مُذكرات التفاهم أيضًا ما يتعلق بالمجال السياحي، ومذكرة التفاهم الخاصة بتعزيز التعاون في مجال الاستخدام السلمي للفضاء، والتي تنصُّ على التعاون في مجالات الأقمار الصناعية المستخدمة في أنظمة الملاحة وعلوم الفضاء والاستكشافات وتبادل الخبرات بين البلدين، وتبادل نتائج التجارب العلمية، والاستفادة من الفضاء الخارجي بين الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية في البلدين.. كلُّ هذه الاتفاقيات تخدم مسيرة العمل المشترك بين البلدين، وتدفع بالعلاقات نحو آفاق أكثر رحابة.

... إنَّ فوائد عديدة وثمارًا يانعة خرجت بها السلطنة من هذه الزيارة، لتشكل استمرارًا للشراكة الإستراتيجية بين البلدين، لاسميا وأنَّ العديد من أواصر الصداقة وروابط الجغرافيا والتاريخ تربط الشعبين والبلدين، وآن الأوان لكي تتلقى هذه الروابط مزيدا من التمتين بما يخدم المصالح والتطلعات المشتركة.

تعليق عبر الفيس بوك