مجنونٌ آخر أنجبته ُالحـــ(ر) ب

ناصر الحاج - العراق


(1)
لكَ أن تفوحَ بالنسيان ِمن عينيك وتصيرَ حراً
تتعرفُ للمرةِ الأثيرة بوجهكَ الجديد في المرآةِ
ليس عليك أن تُلقي التحيةَ على كل هؤلاء الغرباءِ
الذين مرّو ثقالاً بحياتك
تكفيك َإيماءة من القلبِ
بقوة ِحصان ٍواحد
على شكلِ موجة ٍكهرومغناطيسية
سيتجاهلها جميع العميانِ
وتلتقطها (وكالة ناسا)
وتظنُ أنك قمرٌ صناعي ٌاستنفدَ خيالهُ
على وشكِ الارتطام بكِ
وإنجابِ سبعة َشهبٍ زرقاء للناظرين
 من أحد فطور  شفتيكِ ذات اللمى
سيدفعها الفضول لتسأل عن اسمك
وبطاقتكَ الشخصيةِ وعنوان مرقدك الحجري
ولاتعرفُ شيئا أيضا
هذا مايجعلك ُتفوزُ بجائزةٍ كبيرةٍ
وهي قهقهةٌ عالية طالما حلمُتَ بها
ستكونَ وديعاً وطرياً كغريبٍ ذو بِشّر
يتقبلكَ المارةُ على أنكَ
مجنونٌ آخر أنجبته ُالحرب
بعملية قيصرية من صاروخٍ مُنضّب
مشنوقاً من لسانه الطويل ..
(2)
بشوق ٍطاعنٍ
بالغياب
بيقين موتي
في آخر الحُلم
عند مرآب ِ عينيك
//
بنسيان ِ الخطى
حين تحتلين
كُل خوابي دميّ
بِدّوار رأسي
حين أصغي لتلك
الأنامل
وهي ترفع خصلتين
إلى عرشها
//
بفرح ِالصمتِ
وأنت تجتازين خط النعاس
اللذيذ
بحيرتي حين أنسى
الجهات
وأقفُ مذهولًا
عند حدود
المدينة ِ
بكلِ هذا وأكثر
أحبك جدا..
(3)
يكفيك سبب بسيط لتفرح
كثقب في زنزانة .
مرة تسلقت الجدار
لأسرق غطاء الكاميرا
بعد منتصف الضجر
عادة ماينام السجان ضجرا أيضا
من السُكر والرقابة.
 جاري الرجل البَصْريّ
يحدثني عن فطور لذيذ
من المكدوس
كان يصنعه في (بستوگة) خضراء
تحت شمس الصيف
حين كان حرا.
الرجل البدين لايتحدث سوى عن الطعام
كان يذبل كل يوم من الجوع.
لا أحد يتحدث عن الشعر معي
سوى المطر الذي أشمه
من فتحة التهوية العالية
لم أكن أعلم أننا تحت الأرض
لولا أقدام الحارس
الذي كنت أسمع حزنه
ورائحة المطر.
ألم أخبركم
أنني أبحث عن سبب بسيط للفرح
كأن أحصل على نفسٍ واحد من الدخان
من نصف سيگارة قديمة.
كان زميلي جبار[البايسكلچي] يعمل في مطبخ السجن
مرة سرق قليلا من الملح
وحبة بصل حار خبَّئه بطرف ملابسه الداخلية
كانت تشبه ميدالية ذهبية في الأولمبياد.
نعم أشياء بسيطة يمكنها أن تصنع الفرح
كأن تتبعني حبيبتي إلى عتبة الباب من أجل قبلة..

تعليق عبر الفيس بوك