لا تروي ظمأ فراشة

ريناس إنجيم - ليبيا


(1)
يزعجني جدا انشغالك عني..
بقصائدك التي تشبهني..
أنا لا أرغب أن تلوِّن حرفك بعطري..
لترضيني..
أريدني لك فقط..
اكتبني بصوتك..
لأسمعك بروحي..!!
(2)
كنت أتمخض في الثانية ألف مخاض..
 لأنجب لك مظهرا يليق بك..
كنت أنزف وأنا أقف على شفرات الوجع..
كي أزهو  بحضورك..
كنت أطوف الشوارع والأزقة..
أبحث عن أشياء لم تكن تعنيني..
لكنها كانت تبعث  السرور بداخلك..
أشياء تشبه رائحة خبز أمك..
وسحابات سجائر والدك..
كنت أحملها على كتفي المثقل بالحزن..
 كي أفرحك..
كنت أشاطر الصباح الإشراق نصفا بنصف..
فـ أغدق عليك بنصفي كاملا..
لم يكن  يهمني انتظار  الآخرين للدفء والنور..
كنت استعجل المساء منذ ساعات الصباح الأولى..
فأعلن تمردي على مرآتي..
لأراني في ملامحك..
وأحيك  من عطري  فساتين تثير دهشة قصائدك..
كنت أنتهل لأجلك الهدوء والسكينة..
 من منابع الفوضى وصخب الحرب..
وكنتَ تمن عليّ بقطرات..
لا تروي ظمأ فراشة..
كنت كريما مع الغياب سخيا بالصمت..
زاهدا في الحنان..
وأبا روحيا لوجعي وانكساري ..
كل هذا ..
جعل مني إمراة عنقاء..
تولد من رحم الفناء..
تحلق في سماء الكبرياء..
 بجناحين من أمل وحياة ..
الان صرت أنا أميرة نفسي..
وسيدة مشاعري..
لم يعد هناك مكانا شاغرا.. لك

تعليق عبر الفيس بوك