حوار جلالة السلطان قابوس مع صحيفة (اوستادو ساو باولو) البرازيليّة عام 1977م

جلالة السلطان يتحدث لصحيفة (اوستادو دي ساو باولو) البرازيلية عن قضايا التنمية وعلاقاتنا العربية والدولية.
    الشعب المصمم والمتحد سوف يحقق الكثير.
    مستمرون في إعطاء الأولوية لتحسين المستوى المعيشي لشعبنا.
    عُمان ترفض التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد.
    نفخر بانتسابنا للعائلة العربية وعلاقتنا بالسعودية وإيران جيدة.

أكد جلالة السلطان قابوس المعظّم أنّ (سياسة عُمان ترتكز على مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى)، وقال جلالته إننا نلتزم بالقيام بدورنا كاملا في العمل من أجل السلام العالمي والتعاون الدولي)، وأضاف جلالته يقول: (إننا فخورون بانتسابنا للعائلة العربية وبالروابط الأخوية التي تشدنا).
جاء ذلك في مقابلة مع كبير محرري صحيفة (اوستادو دي ساو باولو) البرازيلية نشرتها هذا الأسبوع وتحدث جلالته فيها عن جملة من القضايا المحلية والعربية والدولية.

مواجهة التحديات:
وردًا على سؤال حول مواجهة عُمان للتحديات المختلفة
قال جلالته: (نواجه بالفعل تحديات كبيرة، ولكن ما ستراه خلال زيارتك لبلادنا، فإنّ الشعب المتحد المصمم سوف يحقق الكثير، لقد تحقق خلال الفترة القصيرة المنقضية (6 سنوات) تقدم كبير.
وقال جلالته: (إنّ الاقتصاد لا يُعالج بمعزل عن ظروف التنمية الأخرى، لقد أعطيتُ الأولوية لتحسين المستوى المعيشي لشعبنا وسوف نستمر في ذلك).
وأضاف جلالته: (قبل سنوات قليلة، لم يكن لدينا شيء، ثم بدأنا نبني، حيث امتدت شبكة واسعة من الاتصالات وطورنا شبكة كهرباء وموانئ وخدمات كثيرة، وكل هذه التطورات يجري توسيعها بسرعة لتمتد في المنطقة الجنوبية – ظفار – حيث عانى الشعب كثيرًا بسبب الحرب الأخيرة).
وقال جلالته: (إننا نولي اهتمامًا خاصًا بالتعليم). وقال: (إنه من الأهمية العظمى، أن نتيح لشبابنا فرص تأهيل أنفسهم لخدمة بلدهم والتمتع بحياة سعيدة لأن الشباب هم القوة التي تعتمد عليها تنمية البلاد في مختلف الحقول).

خصنا الله بالعديد من مصادر الثروة:
وردًا على سؤال حول استخدام عائدات النفط في تنفيذ خطط التنمية والآفاق التي تتطلع إليها عُمان لمعالجة اقتصادها في ضوء ذلك..
أجاب جلالة السلطان المفدّى قائلا: (إنتاجنا من النفط سوف يستمر في تغذية الاقتصاد الوطني بعائداته، ولا أعني بالطبع أنّ عُمان سوف تعتمد كليةً على هذا المصدر من الدخل لقد خصنا الله بالعديد من مصادر الثروة التي يجري استغلالها حاليا لتكون قاعدة واسعة لاقتصادنا الوطني)..
 وقال جلالته إنّه يجري استغلال 20 مليون طن من النحاس الجيد خلال خطتنا الخمسية للتنمية كما يجري استغلال حقل من الفحم يُقدّر بعشرة ملايين طن)،
 وأضاف جلالته يقول: (كما أنّه سيتم أيضا تطوير الزراعة والثروة الحيوانية لمساعدة البلاد في الوصول إلى الاكتفاء الذاتي)،
 ومضى جلالة سلطان البلاد المفدّى قائلا: (أمّا وإنّ الحرب في ظفار قد انتهت فإنّ هناك خططا لتطوير المصادر المالية في مناطق القبائل يجري تنفيذها حاليًا)..
وأضاف جلالته يقول: (إنّ الثروة السمكية سوف تكفي البلاد خلال العام الحالي وسيجري تصدير كميات ممتازة منها للخارج في العام القادم خاصةً عندما يكتمل بناء المستودعات المثلجة لحفظ الأسماك وكل هذه الأمور سوف تساعد على تقوية اقتصادنا وزيادة رفاهية شعبنا).

نصادق من يصادقنا:
 وحول سؤال عن موقف عُمان من قضية الشرق الأوسط، وعلاقاتها مع المملكة العربية السعودية وإيران..
أجاب جلالته قائلا: (إنّ سياسة عُمان تقوم على مد يد الصداقة لكل من يصادقنا، ونحن نلتزم بالقيام بدورنا كاملا في العمل من أجل السلام والتعاون الدولي). وأضاف: (إننا فخورون بانتسابنا للعائلة العربية وبالروابط الأخوية الوثيقة التي تشدنا، أمّا علاقتنا مع السعودية وإيران فتقوم على الصداقة القوية والاحترام المتبادل).
.................................
المصادر:
ناصر أبو عون – صحفيون في بلاط صاحب الجلالة، محاورات السلطان قابوس مع وسائل الإعلام العربية والأجنبيّة، ص: 191، 192، 193، دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع – الأردن – ط 2/ 2015م، وانظر أيضا: جريدة عُمان – الصفحة الأولى والثامنة – السنة الخامسة – العدد 304 – المجلد الخامس - الثلاثاء 26/04/1977م – 8 من جمادى الأولى 1397هـ.

تعليق عبر الفيس بوك