محاولة لرتق خيمة آيلة للسقوط

عبد المنعم محمد – مصر

 

لم يكن أبي أرستقراطيًا
أنا المُحاكَم بلا خطيئة
وظيفتي سرقها ابن رجلٍ
يحمل أجولة الليل على كتفيه
ويدلقها في الطرقات
ويصفر للنجوم البعيدة؛
فتترك بلدتنا منفية في الظلام
وابتسامة معلمي
اختلسها طفلٌ
يجيد والده شحذ سكين الصمت
ولم يكن عليِّ أن أفكر كثيرًا
كيف تمرح الخفافيش
في مآذن قريتنا المجيدة،
حتى الصلاة
لا يُسمح لنا بالوقوف في الصفوف الأولى،
دائمًا كان هناك هذا الرجل
الذي يضفر الندوب
على عنق كل قاصر مغتصبة
أمَّا عن الخبز
فكنت أتفنن في نزع قدمي من الزحام
أحببت توصيل طحين الدعم
إلى أسراب النمل والسوس
فيما تخربش الشمس جبهتي بأظافرها
كنتُ أعودُ إلى البيت ناجيًا بأرغفة
لم تطأ خميرتها دفء كف أمي
ولكنها تجعلنا نرقص بلا خوفٍ
نحن أولاد الفقراء
حين تعبس الدنيا في وجوهنا
نغلق علينا ألواح الصمت
كمسامير مدربة على الوخز الشديد؛
فنسكن إلى النوم.

تعليق عبر الفيس بوك