المحاصر (و) ليس كافيًا

...
...
...

أسامة حداد – مصر

 

(1)    
(ليس كافيًا)
الانتظار ليس قاسيًا؛
والشجرُ ﻻيفضل ركوب الطائرات،
الغيمةُ ﻻتستكين فى موقعها طويلًا،
البيوت تتأوه من وقوفها سنواتٍ،
التماثيل تفضل التنزه فى الظلام،
وغياب القصيدة ﻻيمنع انطلاق الموسيقي،
وأنا بانتظارها من ناصيةٍ أحلامي مرةً،
وفى منتصف الطريق مراتٍ،
إنَّه الحنين وحدَه،
يمنح المنتظرَ سعادته،
ويحرك المشاعر المستكينة
يطلق العصافير نحوها،
حتى فى المساءات المظلمةِ،
ألم أقل إنّ الانتظار ليس مملًا،
وابتسامتها منقوشة فوق الهواء؟
الانتظار وحدَه ما يمتلكه المحب.

(2)    
(المُحاصر)
المربعُ الأخيرُ لا يعني الحصار،
ولا يثير غريزُة الهروبِ
إنه ليس سردابًا أو مغارةً،
يمكن أن يكون بداية التيه،
أو بذرةً لشجرةٍ تبدأُ الحقولُ منها...
هناك آلاف الطرائق ليتسع
إلى مكعبٍ أو دائرةٍ،
وتلك الأشكال الهندسية
ليست أفضل،
إنها محددةٌ أيضًا
كأجسادِ الجميلاتِ
حيث للنهودِ سطوتها،
وللأرداف اهتزازها،
وأنا أخرج عن النص قليلًا
- هذه عادتي -
الخطوُة القادمةُ لم أحددْ اتجاهها،
العاصفة التى انتظرها،
قد تحمل ورودًا مع الرمال المهاجرة من موطنها،
أو تأتى بدمٍ لبريئةٍ
والمربعُ الأخيرُ مساحةٌ من متاهةٍ تكبرُ...
الجنودُ حوله لا يعتقلون أحدًا
يحافظون على الرصاصات كعهدة رسميةٍ
ويسخرون من خوفٍ يتأرجح فى الفضاء،
والجريمة تسعى كاملًة،
بلا عقابٍ يا سيد ديستوفسكى
فأين نذهبُ هذا المساء...

تعليق عبر الفيس بوك