(تَدخُلُنِي وَرْدةٌ).. (تَعَالْ)

هالة نورد الدين - مصر


(1)
تَدْخُلُنِي ورْدَةٌ
بلِا سُؤالٍ..،
تُزيحُ ذَاكِرَتِي
المَسْقُوفَةُ بالدُّخَانِ..،
تَغْرِفُهَا للنِسْيَانِ،
تَخْرجُهَا مِنْ بَرَاحِ الفَوْج؛
فيَرنُّ قَوْسِي المَشْدوُدُ
إلى غَمْزةِ الوَرَاءِ..،
للسِرِّ المَكْتوُفِ
فِي الدَّهْشَةِ البُرْتقَاليّة،
لانْحنَاءةِ الزُّرْقَةِ
على سِرْبِ المَوْج
لقَمرٍ...
في رَأْسِي،
يَعْصرُ النُّعَاسَ
على الدُّرُوبِ المَائِلَة...؛
فتَصْحَو لُغةٌ بينَ الأرْضِ
وقَدَمِي السَّائِلَة...!

(2)
(تَعَالْ)
تَعَالْ
نُفْلِتُ المَدَارَ...،
نَنْفُخُ الجِدَارَ ...،
نَسْتدِيرُ بَكَامِلِ الشُّرُوُدِ المُضِىء ،
ونَعْبُرُ إلَى صِرَاطِ الغِنَاء...
،
تَعَالْ
نَخْلَعُ الزَّوَايَا
نَرْكُضُ مِنْ ضِلْعَيْهَا،
ونُقِيمُ عَمُودَ المَاءِ
شَطْرَ سَمَاءٍ،
تُمْطِرُ بِالحَلْوَى والسَّهَر...
،
تَعَالْ
نُجَفِّفُ التَّوَارِيخَ القَدِيمَة..،
نَحُضُّ اللَّوْنَ عَلَى جُرْمِ البَيَاضِ ،
ونَقْفِزُ فَوْقَ الحَرْفِ
لأبْعَد ِمِنْ قَصِيدَةٍ خَائِفَة...
،
تَعَالْ
لقُبْلَةٍ عَلَى جَبِينِكَ السُّكَّرِي ..،
تُرَقْرِقُ الشَّهْقَةَ
فِي سَرَّةِ النَّسِيمِ
تَلُوذُ في سُنَّةِ الكَمَان،
وتَهُفُّ صَدَارَةَ الحَنِين ....
،
تَعَالْ
وأنْتَ المُكَلَّفُ بِي
لا أنْتَ سِوَى أنْتَ..،
بَعْدَ فَرَاغِي
مِن الأهْواءِ والأشْيَاءِ...،
مِنْ بُهَارِ دَمِي المُلَبَّدِ بالرَّحِيل...

قَبْلَ أنْ
يَشِبَّ عَلَى قَلْبِي الطَّيْرُ..؛
ويَنْزَلِقَ عَنْقُودُ فَمِي
بَيْنَ مَفَاصِلِ الغَيْمِ... ؛
فأمْضِي
إلَى مَا وَرَاءِ السَّهْوِ
بمَقَامِ دَمْعَتَيْن؛
لـ أَرُدَّ مَا تَقدَّمَ مِنْ الشَّوْقِ..
وأُلَمِعَ حَدَّ المَسَافَة...
إلَى أنْ يَحِلَّ فِيَّ حَبِيبِي..

تعليق عبر الفيس بوك