حوار جلالة السلطان قابوس مع مجلة (مفترق الطرق) الإسلامية التركية عام 1977م

جلالة السلطان في حديث مع رئيس تحرير مجلة "مفترق الطرق" الإسلامية التركية:
أكد جلالة السلطان قابوس المعظم أن الدول العربية تعمل في تعاون وثيق من أجل قضية السلام، ومن أجل التقدم وسعادة البشرية جمعاء.. ووصف جلالته مؤتمر القمة العربي الذي عقد في القاهرة مؤخرا، بأنه كان فعالا في التوصل إلى حل سلمي للموقف في لبنان. وقال إن الدول الإسلامية الغنية بالبترول، يمكنها أن تضطلع بدور هام عن طريق تقديم المساعدة كلما كان ذلك ممكنا.. لتنفيذ المشروعات القيمة التي تدعم قضية السلام والتقدم... وقال جلالته في حديث مع رئيس تحرير مجلة "مفترق الطرق" الإسلامية التركية إنه بعدما وضعت الحرب أوزارها في المنطقة الجنوبية فإن الأولوية ستعطى لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية الكاملة لعمان، على أن تحتل مصالح الشباب الأسبقية القصوى في خطط التنمية.

وفيما يلي نص الحديث:
المحرر: تتطور عمان بشكل سريع بفضل القيادة الشابة فهلا تفضلتم كقائد لمسيرة عمان بتوضيح الخطط القريبة والبعيدة والأولويات في هذه الخطط التي تعتزمون تنفيذها؟

السلطان: الآن وبعد انتهاء التمرد في المنطقة الجنوبية فإن الأولويات الوطنية هي: التنمية الاجتماعية والاقتصادية لتحقيق أفضل الفوائد لشعبنا، نحن عازمون على إعطاء الأولوية في خططنا للاهتمام بالشباب لأنهم سيقومون بالدور الحيوي في السنوات القادمة في تطوير بلدنا.. ولهذا فإن لهم الحق في تحصيل أعلى درجات العلم وإعطائهم الحق في استعمال هذا العلم في خدمة بلدهم.

تعاون عربي إسلامي:
المحرر: ما هو تصوركم للتعاون بين الدول الإسلامية. وهل ستقوم الدول البترولية الغنية بتطوير دول العالم الإسلامي؟
السلطان: كما تعلم فإن الدول العربية الشقيقة تتعاون معا بشكل فعال لتحقيق السلام والتقدم والسعادة للإنسانية. وكما تذكر فقد حقق اجتماع جامعة الدول العربية في القاهرة في إيجاد حل سلمي للوضع في لبنان. وكذلك فإن الدول الإسلامية البترولية تستطيع بالتأكيد أن تقوم بدورها للمساعدة حيثما كانت هذه المساعدة مجدية في تحقيق هذه الأهداف ودفعها للأمام.

ثقافة إسلامية واحدة:
المحرر: ما هو الدور الذي يمكن لرابطة الدول الإسلامية ان تقوم به لتحقيق تفاهم أفضل فيما بينها في المجالات الاجتماعية والاقتصادية؟
السلطان: ترتبط دول العالم الإسلامي مع بعضها بروابط وثيقة لا تقتصر على المعتقدات فقط بل تجمعنا ثقافة إسلامية واحدة تحدد أسلوب حياتنا. وعلى ضوء هذه المبادئ فإننا نعتقد أن التبادل في المجالات الاجتماعية والثقافية ضمن الرابطة العربية يجب أن يستمر ويتزايد لدعم الصداقة الوثيقة والتفاهم القائم فعلا بين دولنا.

المحرر: ما رأيكم يا صاحب الجلالة في إقامة رابطة اقتصادية إسلامية؟
السلطان: نحن نؤمن بضرورة إيجاد تعاون اقتصادي كامل بين الدول الإسلامية وأن يمتد هذا التعاون إلى جميع أقطار العالم.

المحرر: هل تعتقدون أن الفتاة العُمانية ستقوم بدور أكبر في المساعدة على بناء مجتمع متكامل في عمان؟
السلطان: المرأة العُمانية تتمتع بالحرية الكافية لتأخذ دورها كاملا وتحقق تطلعاتها سواء في مجال التعليم أو العمل المهني. والمرأة العمانية تقوم بدور هام في مجتمعنا وسوف تستمر في النهوض بهذا الدور.

المحرر: ما هو رأي جلالتكم بالإسلام باعتباره خلفية ثقافية واجتماعية مشتركة وعاملا مؤثرا بين الدول الإسلامية؟
السلطان: نحن نؤمن أن الإسلام بكل تأكيد يكون خلفية ثقافية واجتماعية مشتركة لشعبنا بالإضافة إلى أن للدين الإسلامي تأثيرا كبيرا على حياتنا. وديننا المقدس يمدنا بمعاني حياتنا التي تشكل عاملا أساسيا في تمتين الروابط في المجتمع العربي والتي يعتمد عليها هذا المجتمع كضمان لمستقبله.
..............................
المصادر: ناصر أبو عون – صحفيون في بلاط صاحب الجلالة، محاورات السلطان قابوس مع وسائل الإعلام العربية والأجنبيّة، ص: 188، 189، 190، دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع – الأردن – ط 2/ 2015م،وانظر أيضا: جريدة عمان – الصفحة الأولى – السنة الخامسة – العدد 200 – المجلد الرابع - الثلاثاء 12 من إبريل – 1977 م – 23 من ربيع الثاني 1397 هـ.

تعليق عبر الفيس بوك