ثلاثيةُ الحضُور

فَوقيّة سَليم ـ مصر


(1)    وطن:
الرصيف المنهك يتمدد تحت وطء اﻷقدام
الموتى السائرون لا يشعرون
واﻷحذية الغبية لا تعطيه فرصة للصراخ
عصفور الجنة في السماء
لا موضع لرجليه الصغيرتين
يرسل دمعتين علهما تبرّدان فيه وجعا
الصباح لا يأتيه بسكون
وضحكة الشمس تسلمه الجنون
لا مجال يمد إليه البصر
فالطريق بينه والرصيف اﻵخر
تحتله آليات يقطنها ميتون
لِمَ تحيا ميتا؟!
فلتمت... كلهم ميتون.

(2)     وهم:
بلون الحلم توزعين الورد
ترخين تجاعيد الزمن ابتسامات
كفوفك الممدودة عرّقها..
احتضان لمسات الدفء الغارب
كل العيون تحار..
 في فك رموز الضوء الهارب..
 في عينيك
ترانيم الشعر بين شفتيك..
لن تشفي الموتى
قبلة الورد لن تعيد اﻷنفاس لرئات امتلأت خنقا
هي وردتك اﻷخيرة
السلة خاوية على قشها
فتنحي عن الطريق
دعي الموتى يمرون

(3)    انسحاب:
سألملم ذراتي المنتثرة ببين اﻷضرحة
في معبدك
أجمع أصداء التراتيل التائهة
حول اﻷعمدة والممرات
إلى صحائفها
التابوت مازال في ركن المعبد هناك
ألق لعنتك
ﻻ خلاص ثانية
فشراب المحبة الذي أسقيتني
ما عاد يفيد
تلك الحروف النازفة من أناملك
لن تعيد النبض
أطلق روحي الغريبة من روحك
فقدرها أن تهيم على وجه اﻷرض
تنشد اللا شيء
احتفظ بالقلب وضفيرتي
خبئهما في ترنيمة الوجع
اجمع من عيني الدموع.. مسبحتك
التابوت مفتوح
آويني إليه بعد أن تستل عروقي وأوردتي
ﻻ تنس أن تعطرني بقليل من عطرك
كفني بأوراق البردي المطبوعة
بتعويذة
اللا عودة
ضع أكاليل من زهر اللوتس
على ساقي وصدري
ودااااااااعا
أغلق التابوت.

تعليق عبر الفيس بوك