زيارة تحمل دلالات عديدة

مع اختتام زيارة فخامة الرئيس المصري للسلطنة اليوم، تتضح بصورة أو أخرى الدلالات المهمة التي تعكسها هذه الزيارة، وقدر المصالح المشتركة التي تجمع سلطنة عمان مع شقيقتها جمهورية مصر العربية.

فالمباحثات التي أجراها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- مع أخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكدت مدى عمق العلاقات الثنائية التي تجمع الدولتين، حكومة وشعبًا، وأبرزت كذلك مناحي التعاون المثمر الذي لم ينقطع خلال الفترات الماضية، وسرعت من وتيرة هذا التعاون. كما إن ما شهدته مسقط من استقبال حافل للضيف، يبرهن على كرم الضيافة العمانية وتميز عادات العمانيين تجاه ضيوفهم.

الزيارة تؤكد أيضًا أن السلطنة ومصر تلتقيان في العديد من المواقف والرؤى حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها المساعي الدؤوبة لإنهاء الصراعات في المنطقة والحرص على دعم أسس الاستقرار ومحاربة الإرهاب والتطرف، ونشر التسامح في المنطقة، بما يضمن زيادة معدلات التنمية والحد من تراجع معدلات النمو الاقتصادي، ومواجهة المتغيرات.

مباحثات جلالة السلطان المعظم- أيده الله- مع أخيه الرئيس المصري، كشفت كذلك عن الدور الذي يمكن أن تسهم به قيادتا البلدين في تقوية أواصر العمل العربي المشترك، فعمان التي تمتلك تاريخا طويلا وممتدا من الحضارة وما تتمتع به من سمعة طيبة ونزاهة في المفاوضات الإقليمية، يؤهلها لتكون المساهم الأكثر فعالية في حل الخلافات الإقليمية والدولية، علاوة على أن مصر بثقلها التاريخي والحضاري، وتواصلها المستمر مع جميع الأطراف، كل ذلك من شأنه أن يدعم بناء موقف عماني مصري مشترك، تجاه العديد من الملفات والقضايا التي تهم الإقليم ويجب حلها في أسرع وقت ممكن.

إنَّ مجالات التعاون المشترك بين الدول لم تعد مقتصرة على الحرص على زيادة التبادل التجاري أو جذب الاستثمارات المشتركة، وهي أمور بالغة الأهمية، لكنها أيضًا تشمل التنسيق المباشر والمستمر بين الدول، من أجل تحقيق الرخاء والنماء للشعوب قاطبة.

تعليق عبر الفيس بوك