أكد أن زيارة السيسي للسلطنة تدعم التضامن العربي وتوسع مجالات التعاون

بن علوي: مصر "عكاز" الأمة العربية و"المنصة" الجامعة للعرب.. والسلطنة مسرورة بـ"اللقاء التاريخي"

◄ ضرورة ربط مسار التضامن العربي مع المصالح الدولية المشتركة

◄ "بقايا" العنف والتطرف ستظل في المنطقة بسبب النمو الاقتصادي والانفجار السكاني

◄ "القمة العربية" في مارس تناقش كيفية التخلص من آثار "الربيع العربي"

مسقط - العمانية

أكد معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، ترحيبَ السلطنة بفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، الذي بدأ أمس زيارة رسمية للسلطنة كرئيس عربي لدولة عربية شقيقة لها من المسؤوليات العظام.

وقال معاليه -في حديث مشترك لوكالة الأنباء العمانية، ووكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية؛ بمناسبة زيارة فخامة الرئيس المصري- إنَّ السلطنة حرصت منذ تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد، على التواصل مع الشقيقة مصر في مختلف المراحل التي مرت بها الأمة العربية. وأضاف معاليه أن السلطنة تنظر إلى مصر على أنها "عكاز" الأمة العربية، وهي اليوم كذلك "المنصة التي تجمع الأمة العربية"، ودورها مشهود ويتعاظم، مشيرا إلى أن الزيارة الأولى لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه زمام السلطة في مصر، مناسبة سعيدة جدا، سيتم خلالها تبادل وجهات النظر مع حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بما يدعم التضامن العربي، ويوسع التعاون في كل المجالات بين السلطنة ومصر.

وأكد معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية أن علاقات البلدين في تطور مستمر، ويسعيان للمزيد، مشيرا إلى أن السلطنة ومصر تشتركان في فكر وفهم مشترك وهو دعم الاستقرار وتحقيق السلام أولا في منطقة الشرق الأوسط والعالم. وشدد على أن مصر تؤدي دورا أساسيا، خاصة فيما يتعلق بمسار القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا؛ وبالتالي فإن السلطنة مسرورة بهذا اللقاء التاريخي الذي يجمع بين جلالة السلطان المعظم وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي. وأوضح معاليه أن السلطنة ومصر على اتصال وتنسيق مستمرين لما يستجد في الأطر المختلفة، مشيرا إلى أنه يتم البحث عن منصة جديدة للتعامل مع بقايا المشكلات القائمة في المنطقة، موضحا معاليه أن لمصر ثقلا دوليا كبيرا، وأن مستقبل التضامن العربي يقوم على أساس مبادئ جديدة تتعامل مع المسارات العالمية المختلفة، وهي النظرة التي ينبغي أن ننظر إليها ونرى فوائدها وإمكانيات ربط مسار التضامن العربي بمسار التضامن والمصالح المشتركة مع دول العالم المختلفة.

وحول أبرز المرتكزات للسياسة الخارجية للسلطنة، أكد معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، أن المبادئ هي المبادئ المعروفة، وأن قضايا العرب هي قضايانا، ورؤيتنا هي رؤية العرب، ونحن نسعى لتحقيق الأمن والسلم والاستقرار، وهذه المبادئ متضمَّنة في السياسة العمانية. وأضاف معاليه: "نعتقد أن العالم العربي والدول العربية على مسار واحد وهو مواجهة النمو المكثف للسكان".

وفيما يتعلق برؤية السلطنة في مواجهة خطر الإرهاب والتطرف الذي يهدد ليس فقط العالم العربي، وإنما العالم أجمع، أوضح معاليه أنه تتم السيطرة على العنف والتطرف، وما نسمعه ونراه هو بقايا وفي انحسار، لكن بقايا العنف ستظل في المنطقة لأسباب تتعلق بالنمو الاقتصادي والانفجار السكاني؛ وبالتالي علينا جميعا أن نبحث عن الوسائل التي تساعد وتهيِّئ الجيل الشاب الجديد للعمل من أجل التطور وبناء مجتمعات ذات تنوع إيجابي.

وتحدث معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية عن التعاون الاقتصادي بين السلطنة ومصر، مؤكدا أن التعاون الاقتصادي وتبادل الخبرات بين الجانبين قائم، وسيتم بحث هذه المسائل بين الوزراء المتخصصين؛ سواء كان بين الوزراء المرافقين لفخامة الرئيس المصري، أو من الجانب العُماني، مشيرا إلى أن اللجنة المشتركة قائمة وسوف تعقد اجتماعاتها بصفة مستمرة، وأنه كلما أتيحت الفرصة للعمانيين سواء كانوا من القطاع الخاص أو المؤسسات الاستثمارية، سوف يكونون السبَّاقين للعمل المشترك مع الأشقاء في مصر. وبشأن انعقاد القمة العربية المرتقبة في المملكة العربية السعودية في مارس المقبل، والآمال المرجوة منها، أكد معاليه أنه لا شك أن الاشقاء في المملكة العربية السعودية يبذلون جهودهم، وسوف يقومون بجهد لا شك أنه سيوفر المناخ المناسب والبيئة الطيبة للقاء القادة العرب ومستقبل التضامن العربي المشترك، وكيفية التخلص من آثار ما يُعرف بـ"الربيع العربي"، مُعربا معاليه في هذا الصدد عن أن السلطنة سوف تكون دائما مساندة على وجه الخصوص لأشقائها في المملكة العربية السعودية.

وأكد معالي يوسف بن علوي بن عبدالله أن التضامن العربي وحدة واحدة لا يمكن أن تنفك، وأن مصر قامت بدور مهم في هذا المساق، خاصة في الحرب العراقية-الإيرانية، واحتلال العراق للكويت، والجهد الذي بذل بشأن تحرير الكويت، وكانت مصر في مقدمة الدول العربية التي دعت إلى تضافر الجهد الدولي لتحرير الكويت، وهذا يرتبط بمستقبل التطورات، ونأمل أن لا تكون هناك أي مشكلة جديدة في المنطقة. وشدد معاليه على أن دور مصر مهم في ترتيب الأمن العربي، وكذلك في العلاقات الدولية وبين الدول العربية ومختلف دول العالم، مشيرا إلى أن السلطنة تعتقد أن الأمن العربي بمنظوره الجديد ينبغي أن يرتبط بالمصالح العربية مع المجتمع الدولي.

وحول الأوضاع الراهنة على الساحة العربية على ضوء الأزمات القائمة -مثل الوضع في سوريا واليمن وليبيا- أكد معاليه أن هذه الأزمات تهم الجميع، معربا عن اعتقاده بأنها  بدأت في الانحسار في كل المناطق؛ سواء كانت في سوريا أو اليمن أو ليبيا، وتتجه نحو الاستقرار، لكن ذلك يحتاج إلى جهد مضاعف وحُسن بصيرة في تسوية هذه الخلافات. وأضاف أن العنف بدأ بالانحسار "لكن ماذا بعد العنف؟" وهي المهمة الكبرى التي ستواجه الدول والشعوب العربية من خلال إعادة البناء وإعادة الثقافة، ثقافة الشرق الأوسط التي تستند للثقافة العربية الإسلامية. وقال معاليه في هذا الصدد: "ينبغي التحلي بشيء من الصبر، وأن لا نكون في شيء من السرعة؛ وذلك بهدف القدرة على ضبط المسائل بصورة توافقية بين جميع الدول العربية، وأن ما دُمر يُبنى، ونأمل كذلك أن تكون هذه مسؤولية مشتركة ليس فقط بين الدول العربية، وإنما بين سائر دول العالم؛ لأن ما حصل في هذه المنطقة شيء لم يذكره التاريخ فيما سبق من القرون؛ وبالتالي ينبغي أن تكون النظرة للمستقبل هي النظرة الغالبة". وفيما يتعلق بالوسائل للتصدي للقرار الأمريكي بخصوص الوضع بشأن القدس، أكد معالي يوسف بن علوي بن عبدالله أن هذه التحركات تأتي في إطار القضية الفلسطينية وهي ليست منفصلة عنها، وعن قيام الدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن قرار الولايات المتحدة قرار أحادي، والقدس ما زالت ضمن اتفاقيات أوسلو، وينبغي أن تحل في نهاية المفاوضات وفي نهاية الاتفاق بين إسرائيل وأشقائنا الفلسطينيين، وهي جزء من الدولة الفلسطينية، ولا شك في ذلك.

تعليق عبر الفيس بوك