شخصيات ومواقف.. مع الشيخ صقر القاسمي (2)

الشيخ سالم العبري – سلطنة عُمان

 

فامضِ يا سالمُ لُقيـانا غـدا
في عُمان تحتَ ظلِّ السلم


هذا البيت من قصيدة (سلاف الأنجم) للشيخ صقر القاسمي والتى أكرمني بها وبقراءتها في الحفل الذى أقيم مطلع شهر سبتمبر 1988 م  بفندق شيراتون النيل الذى شرف بعقد قمم عربية متعددة والذى أقام به عبد الناصر أثناء القمة الأخيرة بشهر أيلول الأسود التى عقدت لوقف الحرب بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني والتى على أثرها خرجت المقاومة الفلسطينية من الأردن إلى بيروت، وحينها وقف جمال عبد الناصر برهة  وقد استفاق من الأزمة  فنظر للنيل و قال (والله لم أر منظرا أجمل منك)  كما روت الروايات وكأنها نظرة الوداع التى كانت لحظاتها الأخيرة  لوقف بلاء الأمة وشقاقها المهلك الذي كاد يهلكها في ذلك العهد  لكن زعيم الأمة لم يغب نجمه فأسلم روحه فداء لها  ليكون  آخرعمل هو وداع الشيخ صباح السالم الصباح  و هي تهلك الآن  لأن ناصر لم يخلف أحدا وراءه وترك مصر مقادة بعد أن كانت تقود العوالم   
صدح صقر الخليج بـ(سلاف الأنجم)  وسط الحفل ومصر حاضرة برئيس وزرئها عاطف صدقي وشيخ الأزهر الدكتور الطنطاوي  ولفيف من الوزراء وأساتذة الجامعة  وجمع غفير من الإعلاميين، وربما لو رجعت الحياة الماضية للشيخ صقر وهو يرى هذه الجمع الذى كان يراه باجتماعات العروبة الحية الناهضة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي الماضي، و هو  يصدح بقصيدته (سلاف الأنجم)  لم يكن شعوره نحو سلطنة عُمان مجرد تكريم  وينتهي مع انتهاء عمله بمصر ليعود لوطنه، بل تدفق الشعور الوطني الحيّ للقطر الذي يرى أنه جوهرة الخليج وأصله و أرومة تاريخه الذى لم يعزب عن فكره وشعوره  وشعره  إنها عُمان: (عُمان وحقك با موطني) لذلك كانت أبياته هذه تبسمل  بـ
عـدتُ يـا أغـلــى نشـيـد النغـم
                            أجتني زهر الربى من حلم
وأفــدي كل شـبـرمــن ثــرى
                           أرضك الطهر ومغنى الشمم

ثم ينتقل إلى طبيعته، وحسه القومي ليربط بين عُمان ومصر، ليس بوحي المناسبة فقط، بل لأن ذلك النهج الشعريّ هو نهج يميز الشيخ صقر وشاعريته الفذة، لذلك يقول:

عدت والأشواق ما تعصف بي
                                  لـرأي النـيل بظـل الهـرم
منبـت الأمجــاد فـي عليــائــها
                                والوفا والفخر من كل كمي

ثم يعاود الكرَّة فيقرر الخطاب بنداء المحتفى به:
يــا أحــبائي بــواد كـــرمــت
                                 فيه سـادات العـلاء مـن قدم
مربــط من خــير ما قال نبي
                                منهل من خـير من فيها نمي
معــدق العلــم علــى أبنـــائه
                                والهـدى في كل درب مظلـم
تتحـــرى مهجــتي أقــدامكـم
                                في دروب الأدب المـعتـصـم

تعليق عبر الفيس بوك