رَقْصةٌ وانتظارٌ

د.عائشة الخضر لونا عامر - دمشق


(1)
"رقصة "
في هذه الحرب،، وهذا البلد،، أدمنت ُ الرقص..
نعم،، نعم،، الرقص!
حذار ِ أن تتسع حدقتك َ..
وينفجر ُ فمك َ في قهقهة ٍ كساحة ِ رقص!
حذار ِ أن تفتح َ فمك َ كدولاب ِ سباحة..
وأن تتوقف عيناك َعن الحركة!
أسمعت ْ...؟
أنا أدمنت ُ الرقص في هذا البلد!
بلد،، الألف نبي ّ..
بلد،، أدمن فيها عزرائيل المكوث..
حتى أصبح له في كل بيت غرفة!
وكل ّ قلب،، زجاجة عطر...
من ذلك الصنف،، كوداع ٍ أخير لأحبتهم...
وربما،، بدون عطر...
بلد،، نسي َ فيها الناس فقه الزهور..
حاولوا شحذ أدمغتهم..
لكنهم،، اكتشفوا أن الدم لونه أسود!
كتنورة ِ جارتنا البدينة..
حين تتطاير عند سقوط القذيفة،،
فيصبح ُ لونها أحمر...
تعال.. أيها المشاكس،،
سنرقص التانغو..
هذه الرقصة يلزمها "partner"
ضع يدك على ظهري،،
ويدي التي شّلت برصاصة قنّاص..
سأتظاهر بأنها على كتفك،،
وهلم ّ،، رقصا ً.....!!
(2)
" انتظار"
كلمّا سقطت ُّ من سطر قصيدة،،
أقعُ،، وأنا أهذي بتعويذة....
وأداري سوأتي بلفائف بردي ّ،،
متعمّدة أن أشْبه َ"نفرتيتي"
لحظتها....
كل ّ القصائد ترفرف على لساني
كـسيل ٍ انحدر من جبل
قالوا: إنَّ اسمه "الجودي ّ"
وتتفلّت عبارة "سبقْتُك َ يانيوتن"!
(3)
رغم وصاياك َ العشر،،
وظل ّ شجرتك َ تلك،، القابع على كرسي ّ أزرق
ورغم تلاوة طلاسمكَ التي تكون دائما ً 70 مرة
إلا ّ إنني تعودت ُ أن أمد ّ سجادا ً أحمر بطول 70 ذراعا ً
وأجلس ُعند نهايته على عرش كأنّه عرش "بلقيس"
لأنتظر شروق الشمس من مغربها..
وعيناي َ تختلس ُ النظر..
أتدري لم َ؟
إمّا أن أشم ّ عطرك...
أو أعلن عن بدء القيامة.... !

تعليق عبر الفيس بوك