يصطاده الصباح بخيط الشمس

سلام علي - العراق


درهم قديم في ثياب بالية
لا أحد يتفقدني
حتى أنا
كلما حدقت في المرأة لا أراني
وأحياناً أرى شخصاً أخر
يسألني عن مكان عزاء الحلم
الذي قُتل مع سبق الإصرار والترصد
عذراً مكان العزاء لا يتسع
فقد أقمت عزائاً صغيراً
بحجم ذلك الحلم
الوحدة أفضل
كل شي يزعجني
باستثناء غرفتي
فهي كوكبي الكبير
الذي يسمح لي بالكتابة على جدرانه
بعكس كوكبكم
الذي أنظر إليه عبر ثقب الإبرة
أخلد للنوم حتى ساعات متأخره من النهار
ثم أستيقظ لاستقبال الليل
نتبادل الوجع
قبل أن يصطاده الصباح بخيط الشمس
إني وعدتني أن لا أقتل نفسي مرة أخرى
كما حدثتني وأنا أقف أمام المرأة ولا أراني
أن لا أبحث عني
فلا يمكن لزجاجة غبيّة أن تحتويني
فقد قلت لي:
(لم تخلق تمثالاً
تمردْ لتعش حراً
عُدْ إلى رشدك
ولا تُجَن مرة أخرى
غَنِّ فرحاً وحزناً
أرفض أن تصبح درهماً منسياً
كن نجماً بل شمساً
وأصطاد الليل بخيطك
لتكونا معاً)
أما أنتم غادروني لطفاً
لم يبقَ حلمي بمتناول أيديكم لتعقروه
وأنت أيها الوطن
عذراً
ف ليلك أقصر من شعر حبيبتي
(2)
أكره الرحيل
لكن المحطات وحدها
من تستطيع تمزيق الصور
التي رأيتها عبر نافذة القطار
هي وحدها القادرة على الإنجاب
فلم يصيبها العقم
يمكن أن أُولد مرة أخرى
أبحث عن المتاهة من جديد
أعود لأبحث عني
عسى أن أجدني قبل أن يجدني اليأس
أترك السراب وأُلامس الماء
أُلامس أصابع
تلك الحسناء التي رأيتها قبل أن أراها
أغفو بين نهديها
وهذا أقدس من النوم في الحانات
فالحانة تقدم كأس النسيان
ويقصدها البؤساء فقط
لا أريد ذلك
أريد أن أرتشف الجمال
لا أتفقد أصابعي
عندما تنساب بين شعرها
فالعربات لاتدري إلى أين ذاهبة

تعليق عبر الفيس بوك