ومضات فكريّة للمُكرّم حاتم الطائي (2)


(1)    هُوية الإنسان هي حقيقتُه.

(2)    الفارق كبيرٌ بين "التاريخ" كرَاوٍ لقصة حياة الإنسان على الأرض، و"الحضارة" كشاهدٍ على إنجازات هذا الإنسان.

(3)    عندما نقول إنّ العُمانيين أهلُ حضارةٍ، فإننا نعني دورًا أكبر وأوسع من الجغرافيا والتاريخ.

(4)    إنَّ الوعيَ الحقيقيَّ بالتاريخ يعزِّز رسالتنا الحضارية، ويضبط اتجاهات بوصلتنا في كلِّ وقتٍ وزمان، ويستنهض بدواخلنا الهِمم لريادة التاريخ بمُعطيات اليوم.

(5)    ليبقَ بريقُ تاريخنا العُماني متلألئًا، وراية مَجْدِنا الحضاري عالية خفاقة؛ وهذا عاملٍ قويٍّ يشدِّ أواصرَ اللُّحمة الوطنية، وضمانة لتماسُك المجتمع، وتحمُّل الجميع لمسؤوليته والاضطلاع بها على أكملِ وجه.

(6)    إنّ ما تحمله ذاكرة تاريخنا الخصبة من المآثر الخالدة، يكاد يغيب بعضها عن جيل واسعٍ من شبابنا وفتياتنا، في وقتٍ نتحدثُ فيه عن نِصْف حاضرنا وكل مُستقبلنا.

(7)    علينا - مؤسسات وأفرادا يُمثلون جيلَ الآباء- حماية الأبناء وتحصينهم، بتغذية المناعة الوطنية بدواخلهم عبر المزيد من الكتابات والدراسات التاريخية التي تسبر أغوار تاريخ عُمان القديم الباعث على الفخر والاعتزاز.

(8)    نتأمَّل من جيل الآباء تربية الأبناء وإعدادهم وتوجيه أفكارهم ليكونوا "أصحاب رسالة"؛ يبنون مستقبل عُمان بمُقوِّمات اليوم، مع الاحتفاظ بروح الأصالة والثبات على المبدأ المستمد من سماحة ديننا وعراقة تاريخنا الحضاري.

(9)    حان الوقت لأن يُشارك أبناؤنا الشباب في الملحمة الحضارية العُمانية الخالدة، ليس فقط بتولي المهام والمسؤوليات مُوظَّفين وعاملين، وإنما كأوعيةٍ وطنيةٍ تحفظُ على هذا الوطن إرثَه وتاريخَه ومعالم حضارته.

(10)    نحن العُمانيين نحمل رسالةً إنسانية تخترق مفهوم الحدودَ، وتتجاوز اليابس والبحار، بسماتٍ مُميِّزة، وقيم نبيلة، تحفظها الألواح والمخطوطات المدَّوَنة في قلب التاريخ البشري.

(11)    (مَجان، ومزون، واليوم عُمان).. يكفي هذا التنوُّع في الأسماء للبرهنة على أنَّ هذا الإقليم المحدِّد – جُغرافيًّا - لموقع السَّلطنة، دليل واضح على تفرُّدٍ حضاري مُنفصِل، له السيادة والاستقلال.

(12)    المعطيات الأثرية المكتشَفة في السلطنة تُبرز حجم الدور العظيم، الذي أسهمتْ به عُمان فيما قبل عصر التدوين والتاريخ، بنشاطاتٍ حضاريةٍ فاعلة في منطقة الشرق الأدنى خاصة، والعالم القديم بشكل أعم.

(13)    مع إشراقات فَجر الهِداية، كان لعُمان دَورُها الحضاري في نشر مظلة الإسلام على العالم أجمع.. ويكفي أنْ اختصَّها النبيُّ الكريم برسالة مشرَّفة نعُدها "رسالة السماء".

(14)    لعب العُمانيون دورا فاعلا بشمائلهم المستمدَّة من روح هذا الدين الحنيف لنشر تعاليمه في مختلف رُبوع العالم، خاصة دُول آسيا.

(15)    كان العمانيون أهل تجارة وسُفراء دينٍ بسَماحةِ أخلاقهم، ولِين طباعهم، وأمانتهم وصدق تعاملاتهم، الأمر الذي فرض وجودهم، وأسهم في اعتناق الآخرين للإسلام.

(16)    العمانيون كسروا شوكة البرتغاليين وأَنْهَوا سيادتهم، وقضُوا على مراكزهم الإستراتيجية على السواحل العُمانية وشنُّوا ضدهم هجمات موسَّعة في بومباي، وديو، وباسين، وغرب المحيط الهندي؛ وشرقي إفريقيا.

(17)    توسَّعت الإمبراطورية العُمانية لتضم مُدن الساحل الشرقي لإفريقيا، الممتد من ممباسا إلى كيلا وزنجبار وبيمبا وباتا.

(18)    علينا أن نقصّ على الأجيال الجديدة قصص المجد والفخار من تاريخ عمان ليقتدوا بها مثل بطولات الأسطول العُماني الذي قاتل بضراوة لكسر حصار البصرة في عهد الإمام أحمد بن سعيد.

(19)    علينا نحكي لأحفادنا ما سَجَّله التاريخ لأجدادنا العُمانيين من بسالةٍ وإقدامٍ على متن "الطراد الرحماني" الذي شق السَّلاسل ‏الحديدية التي وَضَعها جيش كريم خان على شطِّ العرب، واستنجاد الزهراء السقطرية في القرن الثالث الهجري، بالإمام الصلت بن مالك الخروصي.

تعليق عبر الفيس بوك