الوهيبي ينتهي من تحقيق كتاب "بغية الفلاحين" للملك الأفضل

مسقط - العمانية  

تعود علاقة الباحث الدكتور خالد بن خلفان بن ناصر الوهيبي بكتاب "بغية الفلاحين" إلى سنة تفرغه الأكاديمي في القاهرة بين أكتوبر 2005 إلى أغسطس 2006؛ حيث وقع في زيارته لدار الكتب المصرية على نسختين من الكتاب، فاقتناهما، ثم اقتنى نسخة أخرى من معهد المخطوطات بالقاهرة، واستمر في البحث عن الملك الأفضل ومؤلفاته وعصره، ومن ثم انطلق في مشروع التحقيق التي استمر 7 سنوات حتى 2013. أما مؤلف كتاب "بُغية الفلاحين" فهو الملك الأفضل، واسمه العباس بن علي بن داود بن عمر بن علي بن رسول الرسولي الغساني، ولد في تعز أو في زبيد في النصف الأول من القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي على وجه التقريب، نشأ في رعاية أبيه الملك المجاهد علي بن داود، وتلقى تعليمه على يد أبرز علماء اليمن في عصر، واطلع على جملة المعارف المتوفرة في تلك الفترة.. تولى الأفضل الملك بعيد وفاة والده الملك المجاهد في 25 جمادى الأولى سنة 764هـ/ 12 مارس 1363م، واستمر في الحكم حتى وفاته في21 شعبان سنة 778هـ/ 2 يناير 1377م، وقد واجه في فترة حكمه عددًا من الثورات من داخل البيت الرسولي ومن غيره من مناطق وقبائل اليمن، إلا أنه تمكن من توطيد أركان ملك وتمكن من بسط نفوذه ومد أواصر الصداقة مع عدد من الملوك والسلاطين مثل السلطان المملوكي في القاهرة وصاحب كنباية بجنوب الهند وصاحب كلكتا في الهند وملك الحبشة.

ويشير الباحث الدكتور خالد بن خلفان الوهيبي إلى أن بغية الفلاحين أضخم كتاب في موضوع الزراعة ألف في شبه الجزيرة العربية في فترة الإسلام الوسيط؛ فالملك الأفضل لم يكن مجرد مؤلف وجامع للمعلومات التي وردت في كتب سالفة قبله، بل عمد إلى صهر المعرفة الزراعية في هذا الكتاب.

 فقد توفرت للأفضل مكتبة علمية ضمت الكتب المترجمة إلى العربية من لغات أخرى هذا على صعيد المعرفة النظرية. ومن جانب عملي، هناك كتاب ابن بصال الأندلسي بجانب الرصيد العلمي اليمني المتمثل في كتب الزراعة اليمنية المتمثلة في كتب الملك الأشرف والمجاهد. ويمثل كتاب بغية الفلاحين صورة شاملة عن التجربة الزراعية اليمنية في فترة العصر الإسلامي الوسيط.

ويتفرع مشروع الدكتور خالد الوهيبي -في دراسة كتاب بغية الفلاحين، وتحقيق نصه- إلى أربعة أقسام؛ إذ اختص القسم الأول بدراسة حياة المؤلف وفترة حكمه وإنتاجه الثقافي، بينما خصص القسم الثاني لدراسة مخطوطات الكتاب وإثبات حقيقة التأليف وعنوان الكتاب وموضوعات مادته العلمية ومصادره التي اعتمد عليها وطريقة نقله من هذه المصادر وتنظيم مادة الكتاب وطبيعة محتوياته وأهمية الكتب العلمية. أما النص المحقق، فقد اختص بالقسم الرابع من الكتاب. كما احتوى الكتاب أيضًا على عدة فهارس وملاحق. ويعطي عنوان الكتاب بغية الفلاحين في الأشجار المثمرة والرياحين انطباعًا خاطئًا بأنه يتناول فقط الأشجار المثمرة والأزهار: لكنه من ناحية المضمون هو أكثر شمولية فهو يتناول إضافة لذلك كل النباتات الاقتصادية من حبوب وخضروات ورقية وجذرية وبقوليات وقرعيات، وكذلك مطيبات الطعام كبعض البهارات، كما يتناول النباتات الطبية.

تعليق عبر الفيس بوك