نحو علاقات عمانية قطرية أقوى

تُواصل الدبلوماسية العمانية نجاحاتها المتتالية لتسطر العديد من الإنجازات في علاقات السلطنة مع مختلف دول العالم، وفي المقدمة تأتي الدول الشقيقة، وهي نجاحات لم تكن لتتحقق لولا الرؤية الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- وحرصه السامي على توظيف العلاقات الخارجية للسلطنة بما يخدم تطلعات المواطن العماني.

ومع توقيع السلطنة لمُذكرة تفاهم مع شقيقتها قطر، لتعزيز الاستثمارات المشتركة وتصدير المنتجات العمانية إلى الأسواق القطرية، تدخل العلاقات الثنائية بين البلدين مرحلة جديدة من العمل المشترك، تنسجم فيها رؤى الدولتين وتدفع بأواصر التعاون نحو مزيد من القوة والمتانة.

مذكرة التفاهم تتضمن تعزيز التعاون في مجالات الإنتاج الغذائي والتسويق والاستثمار المشترك وتصدير المنتجات العمانية إلى دولة قطر الشقيقة، الأمر الذي من شأنه أن يعزز نافذية المنتجات العمانية في الأسواق المجاورة، كما إن هذه المذكرة تعكس إدراك الجانب القطري لجودة المنتج العماني وتميزه على باقي منتجات أي دولة أخرى، ومن هنا جاء التفضيل والاختيار على المنتجات العمانية.

الخطوة الجديدة ستسهم أيضًا في تطوير التعاون في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، بفضل ما تملكه السلطنة من خبرات متراكمة في هذا المجال، علاوة على اهتمام الحكومة الرشيدة بقطاع الأمن الغذائي، وما توفره بلادنا من تسهيلات استثمارية ولوجستية تدعم صناعة الأغذية وترفد الأسواق المحلية والإقليمية بمنتجات غذائية ذات جودة عالية.

لا شك أن السعي القطري للاستثمار في السلطنة يترجم قوة العلاقات البينية، في إطار من التعاون المشترك ودعم لمسيرة العمل الخليجي الظافرة، خاصة وأن الاستثمارات القطرية مشهود لها بالنزاهة وبعد النظر، وذلك من خلال الاستفادة من الحوافز التي تقدمها السلطنة للاستثمارات الأجنبية، لاسيما في المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة.

ومما يثلج الصدر أن حكومتنا الرشيدة تعمل على توفير كل ما من شأنه أن يجذب الاستثمارات إلى البلاد، والتي ستعود بالنفع على المواطن، من خلال توفير فرص العمل وتنشيط الحركة الاقتصادية، علاوة على تحفيز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على الاستفادة من فرص الأعمال المطروحة مع المستثمرين.

إن المؤشرات تؤكد أن العلاقات العمانية القطرية ستشهد مزيدا من التطور والتوسع، لتشمل العديد من مجالات العمل، بما يحقق رؤى القيادتين الحكيمتين في السلطنة وقطر، ويلبي تطلعات الشعبين الشقيقين.

تعليق عبر الفيس بوك