أحمد بن هلال بن محمد العبري – سلطنة عمان
ومضـى.. ليتــركَ بعــدَه ينـبوعَـه
يسقي علـى طـولِ الزمانِ زروعَه
مـا مـات مَـن رهـنَ الحـياةَ لعلمِـه
وأحــاطَ فـيــه أصـولَـه وفــروعـه
حتـى استوى الأسـتاذَ في كُرسيِّـه
وعلى مـدى الآفـاقِ مـدَّ سطـوعـه
شـيــخٌ بــه عــيــنٌ تُـــوازي أمــةً
فهـي الـدليـلُ بَـصـيـرةً وسـميـعـة
وإذا المذيـعُ مَـعَ الحـوارِ تـشعَّـبت
كلـمـاتُـه أضـحــى يُـنـِيـرُ مـذيـعـه
وأرى (الهـلاليَّ) الجـمـيلَ مُحـلِّقا
والبـــدرَ فـي لُغـــةٍ لـديــه وسـيــعة
وأعـودُ بالــذكـرى لـ(جامعةٍ) بها
قـد كـان يُـشـعِلُ بالعلــومِ شمـوعـه
كــان الكتـــابُ فـــؤادَه ومـــــدادُه
نبضـاً يلامــس ضِــلعَنا وضــلوعه
فكلامُه (متـنُ الصحاحِ) إذا روى
وحـديـثُـنا بـ(روايــةٍ مــوضـوعـة)
يسمـو ويسمـو بالجـمالِ وينتهـي
حـدَ السمــوِّ وكــم نحــبُ رجــوعه
لنـظلَّ فــي بســتانِ بهجـتِه الـذي
يسقـي ثـراه كمَــن يضــمُّ رضيـعه
واليــومَ حــينُ فِـطامِــنا فلــيبكِـه
حِــبٌ ويـذرفُ بالبحـــارِ دمــوعـــه
ولتبــكِه (نــزوى) الكــرامِ فـإنه
في حُبِّ (نزوى) كـم أطالَ سجوعه
وليـبــكِه مــحــرابُـــه فبـــفقـــدِه
يشـــتاقُ فــيه ســجــودَه وركــوعـه
وليبكِه طـــلابُـــه مُـــذْ مــعهـــدٍ
ولــبــابِ (جـــامعـــةٍ) به مفجــوعه
وليبكِه (المذياعُ).. مَن مِن بعـده
يُلقــي العلــومَ بحُـــبِه مطبـــوعـة؟
ومَـن الـذي (للنحو) يرفـعُ رايـةً
حتــى يزيــدَ مـع (البيانِ) جموعه؟
ومَن الحِجَى والفضلُ يحرسُ مجدَها
ويشــدُّ للمجـــدِ التــليـــدِ دروعـه؟
لنــرى (عُمانَ) بمـَن تتلمــذَ عنــده
راياتُـــها بيـــن الــورى مرفوعــة
صبــرا لمن فقــدوا الضــياءَ بموتِه
صــبرا قلــوبَ أحـــبةٍ مفجـــوعـة
وســلامُ ربــي نــورُ قبــرٍ ضـمَّـــه
وبرحــمةٍ مـن قــادرٍ مـشفــوعـــة
ليــرى (الجــنانَ) ثـوابَـه في عــالمٍ
بغِــراس يُمـــناه غــدت مـزروعه
وصـــلاةُ ربـــي للنـبــي محـــمـــدٍ
ولمـن يـرددُ بالرضــى تــرجــيعـه
