الشيخ هلال بن سالم بن حمود السيابي
عليَّ ، وإنْ دارَت عليــك دوائــــرُه
قسَـــا الخَـطْبُ والأيـامُ غَـرثى تـؤازره
تجـرَّعتُه كأسـا على لحظةِ الـــردَى
ويشــربُها مـــاضي الجــلالِ وحــاضره
فللكُتْبِ أعـوالٌ تعــالى على المــدى
وللذكْـــرِ ترجــــيــعٌ يـــــردد ذاكــــــره
وللفقـــه ياللـــفقه هِـيــضَ جـــناحُـه
وأقفــــرَ بعــــد الكُمَّـــلِ الغُـرِّ عــامره!
بكى مــنك بـــدرا نيِّــرا فتـزلـزلـت
لأدمعِـــه الحــــرَّى البحــــارُ تظاهــره
يُســائل عـرضَ الدارِ عنك وطولَها
ومـــا من مُجــيبٍ غيــرُ ما أنت ذاخره
وتلك لَعَمْــــرُ اللهِ أعـــظمُ رتبــــةٍ
فمـــا الــــدهــرُ إلا لحـــظةٌ ونُغـــادره!!
سلامٌ على (نزوى) الجلالِ ورحمةٌ
ســــلامٌ عليــــها ما استهـــلَّت مواطــره
ســـلامٌ عليها في مـــواكبِ عــزِّها
سلامٌ كعَـــرْفِ الروضِ قـد فـاحَ عاطره
ســلامٌ عليـــها والمعـــارفُ إرثُـها
وللمجــــدِ فيـــها بيضُـــــه ومغـــــافــره
ســــلامٌ عليـــها كــم أتتنا بزاهـــرٍ
إذا ذُكـــــرِت للمجــــدِ يومــا زواهــــره
ســـلامٌ عليــــها كــم أتتــنا بزاخـرٍ
إذا ذُكــــرِت للعـــــلم يومــــا زواخـــره
ســـلامٌ عليــها لو تضعضعَ ركنُها
وهِيـــضَ لـ(إبـراهــيـمَ) ركـنٌ تناصــره
أخـــي أيـــها الشيــخُ الجليلُ تحيةً
إليك، كمـــا وافــى من الــروضِ عاطره
أحــقا سليلَ العلـمِ والمجدِ غادرتْ
رِكــــابُك لا تلـــوي لمــا أنــت صــائره!
ولمـــا تُبَلْ بالجُـرحِ في كَبدِ العُلى
وقــد بـــات عمــرُ الله ينـــزف غــائـــره
فمَـــن لكـــتابِ اللهِ ينـــشـرُ هـديَه
إذا عـــــــيَّ تـاليــــه ولجـلــــجَ ذاكــــره
ومَن لحــديثِ المصطفــى وسبيلِه
ومَـــن للهُـــدى طُـــرَّا إذا عــزَّ ناصـــره
ومَن لـذَوي الإسلامِ في كلِّ مَنهجٍ
يُدافـــــع عنهـــــم والعلـــــومُ عســــاكره
فيـــا خـبرا ما كان أقساه مَوقعـا
و يا نبــــأً قــد ســــار بالكـــــونِ ســائره
أخــي يا فتى الشُّمِ الكرامِ هُنيهـةً
أتذكـــرُ في الأيــــامِ ما أنــــا ذاكـــــره؟!
أتذكرُ لما جــئتَ (جُلَّـقَ) زائـــرا
ودمعُك - رغم العُرسِ - سالت محاجره!
وتُنشِـدُ بين النــاسِ مجـدا مـورَّثا
أكــــاليــــــلُـه مـــزهــــوةٌ ودســـــــاكـره
تقول: هنا عهدُ المراوين أين هُمْ
ومــا بالُ (صهيونَ) تجـيشُ عـسـاكره؟!
وأين بنـو غـسانَ أين جـلالُهم ؟!
وأيـــن فـتى حــمدان أيــن معــــافـــــره
فقلــنا لهـــا من حافظٍ خيرُ حـافـظٍ
ومن مجــــدِ بشــــــارَ الأجـــلِّ بشــائره
أتتــه سبــاعُ الأرضِ من كل بُقعـةٍ
كما جــاشَ بالبحـــرِ العَـــرمرمِ زاخــره
أتوه و "صهيونٌ" و"سامٌ" وراءهـم
ومـــا كان يُغنــــــيهم وربُّك ناصــــره!
وها هــو (شامُ المجــدِ) مؤتلقُ السنا
ميــــامنُه مــــــزهــــــوةٌ ومـــياســــــره
فهــلّا رويــدا قد تأخـــرتَ موهـــنا
لتنظــــــرَ رايـــاتِ الجــــلالِ تُظاهـــره
(فتى كنــدةٍ) قلبي عليك من الأسـى
لهيــــبٌ تَعــــالى في الجــوانحِ ساعــره
أرى الشُّهْبَ تُخلي أُفقَها بتسارعٍ
فهل حـــــانَ يـــومُ الحـــشرِ واللهُ حاشره
لحقتَ الأُلى ســاروا أمامَك سُرَّعا
وخـــلَّفتَــــنا والقلــــبُ شتَّــــى مشاعـــره
تداعى رجالُ المجدِ من كلِّ فارسٍ
فــــزانَتْ بــــه بعـــــد الديــــارِ مقابـــره
يشــــعُّ جـــلالا مجــدُه وعــــلاؤه
ويسطـــــعُ نـــورا مجــــــدُه ومفاخــــــره
ويعبقُ عنه الذكرُ في كلِّ مجلـسٍ
إذا تُلـــــيـت آثـــــــارُه ومـــــــآثـــــــــره
تولّــى سليمـــانٌ وجــابـرُ بعـــده
فمَن ذا الذي من بعــدك اليـومَ جـــابره؟!
أهلَّــةُ مجـدٍ ، كالسيوفِ مضاؤهم
وكالســـيلِ إنْ ســالـت بجــودٍ مواطـــره!
(فتى كنــدةٍ) إنْ نفتَـقدْك مربـــيا
بعلــــمٍ كمـــثل اليـــمِّ يزخــــرُ هـــادره!
فإنــك عـند اللهِ في خــيـرِ نعمــةٍ
تحــوطُك من لُطـــفِ الجـــلالِ ستائـره
فما زلت مــا بين الجـوانحِ سـاكنا
تسيـــلُ بــه مـن كلِّ قلـــبٍ خـــواطـــره
وذكركُ ملءَ القطرِ تهفو به الشذى
فتهفـــو بـــه حـــــاراتُــــه و مــقاصــره
وســالَ به الشعــرُ الفصيــحُ مؤبِّـنا
فـ(كاملُــه) يثنــــــي عليـــك و(وافـــره)
عليك ســلامُ الله مــاهبَّـــت الصَّبا
ومــا كان مــن ذنــبٍ فربُـــك غــافــره!
