أحمد بن هلال العَبري – سلطنة عمان
لعـــمـرُك يا مســـرورُ ما أنتَ فاعلُ
وقَدْ بلــــغَ الحلقومَ من قــــد تَـبـرمكوا
وسيفُـك عَــــاري الغمـدِ مُـذْ ألـفِ ليلةٍ
ومن كـلِّ نطــعٍ فاضَ بالسـيفِ حالكُ
تـَشَعب نهـرٌ فــي ضـواحي عــروقـنا
فـَغَـصَّتْ بمـا قــد سـال منك المسالكُ
رويــدَك، دَعْ يمــنـاك َغــتـــالُ ليــــلةً
تفيضُ ظلامــــاً بالـذينَ تـــأمـــركوا
رأيتُـهــم في ذاتِ غــــــدرٍ بسحــنـــة
بكـلِّ تفاصــيلِ الأســـــى تـَـتَــشارك
سـوى أنَّ لي في الغربِ قــبـلةُ خالــق
وقـبـلــتـُهم ذاك البــيــاضُ الـمـبارك
فقَدْ جمَــعَتْ أحداقُــهم كــــلَّ وجــهةٍ
تـمطَّـى بها غِــرٌ ونـَـــاخَ مُــحـنك
وهُم في حليبِ الطفلِ في نسمةِ الهوا
وفي كـلِّ أشــبـاحٍ بــنـــا تَـــتـَحرك
وهُم نبضُ كلِّ الحيِّ لا فرقَ عندَهم
تــَلاقـى مَـمالـيـكٌ لـديـهــم ومــالـك
نَبـيتُ بأذنِ الدهرِ نشكوا بلا صَـــدى
وتَصديقُهم فَـرضٌ إذا مـــرةً شكــوا
ولو فـي يدينا الشمسُ تــخــتالُ حـجــةً
سيحجبُها رمــشٌ به قد تشـــككوا
إذا لاحَ دولارٌ دَنــو فــــيـــه سجـدا
وباعـــوا لـــه مُلْـكاً وما ليس يملك
وإنْ أعــرقَ الأحـرارُ حـبــاً لــمـوطنٍ
فَهُم قدرَ هذا الحبِ فـيـنا تـنـوركوا
أمسرورُ هذا وصفُ مـن قـدْ رأيتُـهم
وأنتَ لباقي الوصفِ لاشـكَّ مالك
فدونَــك أمــرٌ للرشــيدِ، فَـــسِــرْ بــه
وطـب بالــذي قـد أغفلته المعـارك
