البنتُ التي جاءَتْ مُتأَخِّرةً

 

سفيان صلاح هلال – مصر

 

كلّفتْنى من العمْر أكْثرَ من نصفِ قرنٍ

أُغيِّرُ عيْنَيَّ كلّ صباحٍ

وكلّ مساءٍ

أسير

أُدَحْرِجُ

تحت خُطايَ الكرةْ...

مرّةً أتنازلُ

عن كُلِّ رأْسي لأرْتاحَ حينًا

وأُخْرَى لأرتاح من أَزّ وَسْوَسَةٍ عابرةْ

...  ...  ...

جِئْتِنِي الآنَ كيفَ؟

وهل غِبْتِ كلَّ الزمانِ الطويلِ

لأعلمَ أنّ أقلَّ الدماء التى من جراح الرماحِ

وأن جراحَ الشعاعِ منابعُ حزنى

ونزفي

وأن الفتى حافي القدمين

يساوي – بأزمنةٍ -  ماسة باتّساعِ الفراغِ،

وكل الذى  فى الفراغِ من الماسِ

من كلِّ لونٍ 

هو الزيف 

أو محض تزييف رؤًى ماكرةْ

...  ...  ...

يا التى

بلّلتْ قلبَ هذا الفتى..

يا التي

أتْلفتْ منبعَ  الحزنِ فيه..

وساوت له للرؤى مشرقا..

يا التي

ألهمتْه اجتلاءَ النسيمِ إذا اخْتبأَ الاعتدالُ

أوالريحُ  هبَّ  بغيْررضا الروحِ

أوْ غيْر رضوانِ قلبِ  الصِّبا...

ياالتي

ياالتي

كيف أُفْشِي لِكُلِّ البناتِ رحيقَك قبل احتراقِ المدى.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك