نصوص تبكي عني

زكريا أحمد - ألمانيا


لا تحب السجون.
لا تحب المعتقلات.
لا تحب التعذيب.
تكره اللصوص، والقتلة، والسماسرة،
وعبادة الفرد.
تؤمن بالعدالة، والمساواة ، والحرية ،
و كرامة الإنسان.
بسيطة كضحكات الأطفال.
لن يحبها من يعبد قتلة الأطفال.
حرة لا تمجد الطغاة.
لن يحبها من يسجد للطغاة.
تحلم أن تتحول لدواء
لن يحبها من يطرب للإجهاز على الجرحى.
رغم ذلك،
رغم كل ذلك،
تحلم دائما أن تكون نصالا حادة
تنزع الحقد من قلب العالم.
(2)
لم أحلم للحظة واحدة،
أن أكون شاعرا.
لهذا لا أكتب كما يكتب الشعراء المخضرمون.
كان و ما زال حلمي
أنا أحافظ على قدر كاف من الدموع
لكل المناسبات الحزينة.
لذلك أكتب لا لأصبح شاعرا
و لكن..
كي يمكنني ذرف القليل من الدموع الباقيات
في حضرة الأحزان الكبيرة القادمة
و الخروج بقليل من بياض الضمير.
و لهذا..
لهذا أيضا تشدني بقوة هائلة
كل النصوص التي تبكي عني.
أنا ممتن لأصحابها أبدأ .
(3)
بعدَ منتصفِ الليلِ
اِستيقظْتُ من النوم فلم أجدْ قلبي.
أطرقْتُ برهةً ثم ابتسمْتُ وأكملْتُ نومي.
في الصباح سمعْتُ نقراتٍ خفيفةً على بابي
قمت بفتحِ البابِ
فرأيتُ ملايينَ الفراشاتِ
تحومُ حول صندوقٍ بحجمِ الكفِّ أمام الباب.
حملت الصندوق للداخل، فتحْتُهُ،
فرأيتُ فيه قلبي مرفقاً برسالة قصيرة
وضعْتُ قلبي في صدري
و فتحْتُ الرسالةَ و قرأْتُ نصها:
(لم أستطعْ النومَ طوالَ الليلِ
ظلّتْ الفراشاتُ تحومُ حول قلبك دون توقفٍ
كنتُ كلما أحاولُ إطفاءَ قلبك لتغادرَ الفراشات
يزدادُ النورُ توهجاً وتزدادُ معه عددُ الفراشات.
كدتُ أصابُ بالعمى .
أعتذرُ منك
لا أريد الاحتفاظَ بقلبِكَ)

تعليق عبر الفيس بوك